{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء ٱللَّهِ } الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة. { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من لحوق مكروه. { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } لفوات مأمول. والآية كمجمل فسره قوله:
{ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } وقيل الذين آمنوا وكانوا يتقون بيان لتوليهم إياه.
{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا } وهو ما بشر به المتقين في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وما يريهم من الرؤيا الصالحة وما يسنح لهم من المكاشفات، وبشرى الملائكة عند النزع. { وَفِي ٱلأَخِرَةِ } بتلقي الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالفوز والكرامة بيان لتوليه لهم، ومحل { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } النصب أو الرفع على المدح أو على وصف الأولياء أو على الابتداء وخبره { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ }. { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ } أي لا تغيير لأقواله ولا إخلاف لمواعيده. { ذٰلِكَ } إشارة إلى كونهم مبشرين في الدارين. { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } هذه الجملة والتي قبلها اعتراض لتحقيق المبشر به وتعظيم شأنه، وليس من شرطه أن يقع بعده كلام يتصل بما قبله.
{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } إشراكهم وتكذيبهم وتهديدهم. وقرأ نافع { يَحْزُنكَ } من أحزنه وكلاهما بمعنى. { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } استئناف بمعنى التعليل ويدل عليه القراءة بالفتح كأنه قيل لا تحزن بقولهم ولا تبال بهم لأن الغلبة لله جميعاً لا يملك غيره شيئاً منها فهو يقهرهم وينصرك عليهم. { هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لأقوالهم. { ٱلْعَلِيمُ } بعزماتهم فيكافئهم عليها.