التفاسير

< >
عرض

وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٠٩
-البقرة

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ } يعني أحبارهم. { لَوْ يَرُدُّونَكُم } أن يردوكم، فإن لو تنوب عن إن في المعنى دون اللفظ: { مِن بَعْدِ إِيمَـٰنِكُمْ كُفَّارًا } مرتدين، وهو حال من ضمير المخاطبين { حَسَدًا } علة ود. { مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ } يجوز أن يتعلق بود، أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم وتشهيهم، لا من قبل التدين والميل مع الحق. أو بحسداً أي حسداً بالغاً منبعثاً من أصل نفوسهم { مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ } بالمعجزات والنعوت المذكورة في التوراة. { فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ } العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح ترك تثريبه. { حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } الذي هو الإذن في قتالهم وضرب الجزية عليهم، أو قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه منسوخ بآية السيف، وفيه نظر إذ الأمر غير مطلق { إنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ } فيقدر على الانتقام منهم.