التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
٩٤
-البقرة

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً } خاصة بكم كما قلتم: { لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا } [البقرة: 111] ونصبها على الحال من الدار. { مّن دُونِ ٱلنَّاسِ } سائرهم، واللام للجنس، أو المسلمين واللام للعهد { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَـٰدِقِينَ } لأن من أيقن أنه من أهل الجنة اشتاقها، وأحب التخلص إليها من الدار ذات الشوائب، كما قال عليّ رضي الله تعالى عنه: (لا أبالي سقطت على الموت، أو سقط الموت علي). وقال عمار رضي الله تعالى عنه بصفين: (الآن ألاقي الأحبة محمداً وحزبه). وقال حذيفة رضي الله عنه حين اختصر: (جاء حبيب على فاقة لا أفلح من ندم) أي: على التمني، سيما إذا علم أنها سالمة له لا يشاركه فيها غيره.