التفاسير

< >
عرض

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢١
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ
٢٢
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٢٣
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ
٢٤
-السجدة

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ } عذاب الدنيا يريد ما محنوا به من السنة سبع سنين والقتل والأسر. { دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلاْكْبَرِ } عذاب الآخرة. { لَعَلَّهُمْ } لعل من بقي منهم. { يَرْجِعُونَ } يتوبون عن الكفر. روي أن الوليد ابن عقبة فاخر علياً رضي الله عنه يوم بدر فنزلت هذه الآيات.

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِـئَايَـٰتِ رَبّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا } فلم يتفكر فيها، و { ثُمَّ } لاستبعاد الإعراض عنها مع فرض وضوحها وإرشادها إلى أسباب السعادة بعد التذكير بها عقلاً كما في بيت الحماسة.

وَلاَ يَكْشِفُ الغُمَاءَ إِلاَّ ابْن حرَّة يَرَى غَمَرَاتِ المَوْتِ ثُمَّ يَزُورها

{ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } فكيف ممن كان أظلم من كل ظالم.

{ وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ } كما آتيناك. { فَلاَ تَكُن فِى مِرْيَةٍ } في شك. { مّن لّقَائِهِ } من لقائك الكتاب كقوله: { إِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْءانَ } [النمل: 6] فإنا آتيناك من الكتاب مثل ما آتيناه منه فليس ذلك ببدع لم يكن قط حتى ترتاب فيه، أو من لقاء موسى للكتاب أو من لقائك موسى. وعنه عليه الصلاة والسلام "رأيت ليلة أسري بي موسى صلى الله عليه وسلم رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوءة" { وَجَعَلْنَـٰهُ } أي المنزل على موسى. { هُدًى لّبَنِى إِسْرٰءيلَ }.

{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ } الناس إلى ما فيه من الحكم والأحكام. { بِأَمْرِنَا } إياهم به أو بتوفيقنا له. { لَمَّا صَبَرُواْ } وقرأ حمزة والكسائي ورويس «لَمَّا صَبَرُواْ» أي لصبرهم على الطاعة أو عن الدنيا. { وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ } لإمعانهم فيها النظر.