{ قُلْ تَعَالَوْاْ } أمر من التعالي وأصله أن يقوله من كان في علو لمن كان في سفل فاتسع فيه بالتعميم. { ٱتْلُ } أقرأ. { مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ } منصوب بأتل وما تحتمل الخبرية والمصدرية، ويجوز أن تكون استفهامية منصوبة بحرم والجملة مفعول { ٱتْلُ } لأنه بمعنى أقل، فكأنه قيل أتل أي شيء حرم ربكم { عَلَيْكُمْ } متعلق بـ { حَرَّمَ } أو { ٱتْلُ }. { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ } أي لا تشركوا به ليصح عطف الأمر عليه، ولا يمنعه تعليق الفعل المفسر بـ { مَا حَرَّمَ }، فإن التحريم باعتبار الأوامر يرجع إلى أضدادها ومن جعل أن ناصبة فمحلها النصب بعليكم على أنه للإِغراء، أو البدل من { مَا } أو من عائده المحذوف على أن لا زائدة والجر بتقدير اللام، أو الرفع على تقدير المتلو أن لا تشركوا أو المحرم أن تشركوا. { شَيْئاً } يحتمل المصدر والمفعول. { وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً } أي وأحسنوا بهما إحساناً وضعه موضع النهي عن الإِساءة إليهما للمبالغة وللدلالة على أن ترك الإِساءة في شأنهما غير كاف بخلاف غيرهما. { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلَـٰدَكُمْ مّنْ إمْلَـٰقٍ } من أجل فقر ومن خشية. كقوله:
{ { خَشْيَةَ إِمْلَـٰقٍ } [الإسراء: 31] { نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } منع لموجبية ما كانوا يفعلون لأجله واحتجاج عليه. { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ } كبائر الذنوب أو الزنا. { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } بدل منه وهو مثل قوله { ظَـٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ } { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ } كالقود وقتل المرتد ورجم المحصن. { ذٰلِكُمْ } إشارة إلى ما ذكر مفصلاً. { وَصَّـٰكُمْ بِهِ } بحفظه. { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ترشدون فإن كمال العقل هو الرشد.