يقول تعالى: ويستخبرونك {أَحَقٌّ هُوَ}؟ أي: المعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام تراباً {قُلْ إِى وَرَبِّىۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: ليس صيرورتكم تراباً بمعجز الله عن إعادتكم كما بدأكم من العدم، فـ
{ إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [يس: 82] وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن، إلا آيتان أخريان، يأمر الله تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد في سورة سبأ { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ } [سبأ: 3] وفي التغابن { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى يَسِيرٌ } [التغابن: 7] ثم أخبر تعالى أنه إذا قامت القيامة، يود الكافر لو افتدى من عذاب الله بملء الأرض ذهباً {وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ} أي: بالحق {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.