يذكر تبارك وتعالى عداوة إبليس - لعنه الله -لآدم وذريته، وأنها عداوة قديمة منذ خلق آدم؛ فإنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم، فسجدوا كلهم إلا إبليس استكبر وأبى أن يسجد له افتخاراً عليه واحتقاراً له {قَالَ أَءَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} كما قال في الآية الأخرى:
{ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [الأعراف: 12] وقال أيضاً: أرأيتك يقول للرب جراءة وكفراً، والرب يحلم وينظر {قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ} الآية، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: لأستولين على ذريته إلا قليلاً. وقال مجاهد: لأحتوينَّ. وقال ابن زيد: لأضلنهم، وكلها متقاربة، والمعنى: أرأيتك هذا الذي شرفته وعظمته علي، لئن أنظرتني، لأضلن ذريته إلا قليلاً منهم.