يخبر تعالى أنه يسبح له من في السموات والأرض، أي: من الملائكة والأناسي والجان والحيوان، حتى الجماد؛ كما قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} الآية، وقوله تعالى: {وَٱلطَّيْرُ صَآفَّـٰتٍ} أي: في حال طيرانها تسبح ربها وتعبده بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه، وهو يعلم ما هي فاعلة، ولهذا قال تعالى: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} أي: كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل. ثم أخبر أنه عالم بجميع ذلك، لا يخفى عليه من ذلك شيء، ولهذا قال تعالى: {وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} ثم أخبر تعالى أن له ملك السموات والأرض، فهو الحاكم المتصرف الإله المعبود الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ولا معقب لحكمه {وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ} أي: يوم القيامة، فيحكم فيه بما يشاء
{ ٱلاَْرْضِ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ } [النجم: 31] الآية، فهو الخالق المالك، ألا له الحكم في الدنيا والأخرى، وله الحمد في الأولى والأخرة.