التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨٥
-الأعراف

تفسير القرآن العظيم

قال محمد بن إسحاق: هم من سلالة مدين بن إبراهيم، وشعيب وهو ابن ميكيل بن يشجر، قال: واسمه بالسريانية يثرون (قلت): مدين تطلق على القبيلة، وعلى المدينة، وهي التي بقرب معان من طريق الحجاز، قال الله تعالى: { { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } [القصص: 23] وهم أصحاب الأيكة؛ كما سنذكره إن شاء الله وبه الثقة { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } هذه دعوة الرسل كلهم { قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي: قد أقام الله الحجج والبينات على صدق ما جئتكم به، ثم وعظهم في معاملتهم الناس بأن يوفوا المكيال والميزان، ولا يبخسوا الناس أشياءهم، أي: لا يخونوا الناس في أموالهم ويأخذوها على وجه البخس، وهو نقص المكيال والميزان، وتدليساً؛ كما قال تعالى: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } إلى قوله { لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [المطففين: 1-6] وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد، نسأل الله العافية منه، ثم قال تعالى إخباراً عن شعيب الذي يقال له: خطيب الأنبياء؛ لفصاحة عبارته، وجزالة موعظته: