التفاسير

< >
عرض

فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
٩٢
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٩٣
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
٩٤
وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٩٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
٩٦
وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٩٧
فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
٩٨
وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٩٩
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
١٠٠
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
-يونس

تفسير القرآن

{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } نلقيك على النجاة بدرعك { لِتَكُونَ } لكي تكون { لِمَنْ خَلْفَكَ } من الكفار { آيَةً } عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } يعني الكفار { عَنْ آيَاتِنَا } عن كتابنا ورسولنا { لَغَافِلُونَ } لجاحدون { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } أنزلنا { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } أرضاً كريمة أردن وفلسطين { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } المن والسلوى والغنائم { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } البيان ما في كتابهم في محمد عليه الصلاة والسلام بنعته وصفته { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَقْضِي بَيْنَهُمْ } بين اليهود والنصارى { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { فَإِن كُنتَ } يا محمد { فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { مِن قَبْلِكَ } عبد الله بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكاً إنما أراد الله بما قال لقومه { لَقَدْ جَآءَكَ } يا محمد { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكين { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } كتاب الله ورسوله { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } من المغبونين بنفسك { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ } وجبت { عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } بالعذاب { لاَ يُؤْمِنُونَ } في علم الله { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ } طلبوا منك فلا يؤمنوا { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب { فَلَوْلاَ كَانَتْ } هلا كانت { قَرْيَةٌ آمَنَتْ } أهل قرية آمنت عند نزول العذاب { فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ } نفع إيمانهم { لَمَّآ آمَنُواْ } حين آمنوا { كَشَفْنَا } صرفنا { عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ } الشديد { فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } يا محمد { لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } جميع الكفار { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } تجبر الناس { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ } كافرة { أَن تُؤْمِنَ } بالله { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بإرادة الله وتوفيقه { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } يترك التكذيب { عَلَى ٱلَّذِينَ } في قلوب الذين { لاَ يَعْقِلُونَ } توحيد الله نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمانه ولم يرد الله أن يؤمن { قُلِ } لهم يا محمد { ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الشمس والقمر والنجوم { وَٱلأَرْضِ } وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ } الرسل { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } في علم الله.