التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ
٨
وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ
٩
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ
١٠
إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
١١
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
١٢
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
١٣
فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٤
مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
١٥
-هود

تفسير القرآن

{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } إلى وقت معلوم يوم بدر { لَّيَقُولُنَّ } يعني أهل مكة { مَا يَحْبِسُهُ } عنا غدا استهزاء به { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ } العذاب { لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } لا يصرف عنهم العذاب { وَحَاقَ } دار ووجب ونزل { بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } عذاب ما كانوا به يستهزئون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } يعني الكافر { مِنَّا رَحْمَةً } نعمة { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ } أخذناها منه { إِنَّهُ لَيَئُوسٌ } يصير آيس شيء وأقنط شيء من رحمة الله { كَفُورٌ } كافر بنعمة الله لا يشكر { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } أصبناه يعني الكافر { نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } شدة أصابته { لَيَقُولَنَّ } يعني الكافر { ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ } الشدة { عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ } بطر { فَخُورٌ } بنعمة الله غير شاكر { إِلاَّ } محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على الإيمان { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم فإنهم لا يفعلون ذلك ولكن يصبرون بالشدة ويشكرون بالنعمة { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } ثواب عظيم في الجنة { فَلَعَلَّكَ } يا محمد { تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } أمر لك في القرآن من تبليغ الرسالة وسب آلهتهم وعيبها.
{ وَضَآئِقٌ بِهِ } ما أمرت { صَدْرُكَ } قلبك { أَن يَقُولُواْ } بما يقول كفار مكة { لَوْلاَ أُنزِلَ } هلا أنزل { عَلَيْهِ } على محمد { كَنزٌ } مال من السماء فيعيش به { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } يشهد له { إِنَّمَآ أَنتَ } يا محمد { نَذِيرٌ } رسول مخوف { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من مقالتهم وعذابهم { وَكِيلٌ } كفيل ويقال شهيد { أَمْ يَقُولُونَ } بل يقول كفار مكة { ٱفْتَرَاهُ } اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه فأتى به { قُلْ } لهم يا محمد { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ } مثل سور القرآن مثل سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة ويونس وهود { مُفْتَرَيَاتٍ } مختلقات من تلقاء أنفسكم { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } استعينوا بمن عبدتم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن محمداً صلى الله عليه وسلم يختلقه من تلقاء نفسه فسكتوا عن ذلك فقال الله { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } لم يجبك الظلمة { فَٱعْلَمُوۤاْ } يا معشر الكفار { أَنَّمَآ أُنزِلِ } جبريل بالقرآن { بِعِلْمِ ٱللَّهِ } وأمره { وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } مقرون بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } بعلمه الذي افترض الله عليه { وَزِينَتَهَا } زهرتها { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ } نوفر لهم ثواب أعمالهم { فِيهَا } في الدنيا { وَهُمْ فِيهَا } في الدنيا { لاَ يُبْخَسُونَ } لا ينقص من ثواب أعمالهم.