التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٣٢
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
٣٣
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٣٤
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ
٣٥
وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
٣٦
وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ
٣٧
وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
٣٨
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٣٩
حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
٤٠
-هود

تفسير القرآن

{ قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا } خاصمتنا ودعوتنا إلى دين غير دين آبائنا { فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا } خصومتنا ودعاءنا { فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ } من العذاب { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } أنه يأتينا { قَالَ } نوح { إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } يقول يأتيكم الله بعذابكم { إِن شَآءَ } فيعذبكم { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ } دعائي وتحذيري إياكم من عذاب الله { إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } أحذركم من عذاب الله وأدعوكم إلى التوحيد { إِن كَانَ ٱللَّهُ } قد كان الله { يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أن يضلكم عن الهدى { هُوَ رَبُّكُمْ } أولى بكم مني { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { أَمْ يَقُولُونَ } بل يقولون قوم نوح { ٱفْتَرَاهُ } اختلق نوح بما آتانا به من تلقاء نفيه { قُلْ } لهم يا نوح { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } اختلقته من تلقاء نفسي { فَعَلَيَّ إِجْرَامِي } آثامي { وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ } تأثمون ويقال نزلت هذه الآية في محمد صلى الله عليه وسلم { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن } سوى من { قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } فلا تحزن بهلاكهم { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } في كفرهم { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } خذ في علاج السفينة { بِأَعْيُنِنَا } بنظر منا { وَوَحْيِنَا } بأمرنا { وَلاَ تُخَاطِبْنِي } لا تراجعني { فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } في نجاة الذين كفروا { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } بالطوفان { وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ } أخذ في علاج السفينة { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ } رؤساء { مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ } هزئوا بمعالجته السفينة { قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا } اليوم { فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ } بعد اليوم { كَمَا تَسْخَرُونَ } اليوم منا { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يذله ويهلكه { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ } يجب عليه { عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم في الآخرة { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } وقت عذابنا { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } نبع الماء من التنور ويقال طلع الفجر { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا } في السفينة { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ } من كل صنفين { ٱثْنَيْنِ } ذكر وأنثى { وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ } وجب عليه { ٱلْقَوْلُ } بالعذاب { وَمَنْ آمَنَ } معك أيضاً احمل معك في السفينة { وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } ثمانون إنساناً.