التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٢
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٤
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
٥
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ
٦
-إبراهيم

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤر } يقول أنا الله أرى ما تقولون وما تعملون ويقال قسم أقسم به { كِتَابٌ } أي هذا كتاب { أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } أنزلنا إليك جبريل به { لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ } لتدعو أهل مكة { مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } من الكفر إلى الإيمان { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } بأمر ربهم تدعوهم { إِلَىٰ صِرَاطِ } إلى دين { ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَمِيدِ } لمن وحده ويقال المحمود في فعاله { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب { وَوَيْلٌ } واد في جهنم من أشدها حراً وأضيقها مكاناً وأبعدها قعراً فتقول يا رب قد اشتد حري وضاق مكاني وبعد قعري فائذن لي حتى أنتقم ممن عصاك ولا تجعل شيئاً ينتقم مني { لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } غليظ { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } يختارون الدنيا { عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } يصرفون الناس عن دين الله وطاعته { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } يطلبونها غيراً { أُوْلَـٰئِكَ } الكفار { فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق والهدى ويقال في خطأ بيّن { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } بلغة قومه { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } بلغتهم ما أمروا به وما نهوا عنه ويقال بلسان يقدرون أن يتعلموا منه { فَيُضِلُّ ٱللَّهُ } عن دينه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَيَهْدِي } لدينه { مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه ويقال العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه ويقال الحكيم بالإضلال والهدى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ } التسع اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل الضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات { أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ } أن ادع قومك { مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } من الكفر إلى الإيمان { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } بأيام عذاب الله ويقال بأيام رحمة الله { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرت { لآيَاتٍ } لعلامات { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على الطاعة { شَكُورٍ } على النعمة { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } وقد قال موسى لقومه بني إسرائيل { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } منة الله عليكم { إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } من فرعون وقومه القبط { يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } يعذبونكم بأشد العذاب { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ } صغاراً { وَيَسْتَحْيُونَ } يستخدمون { نِسَآءَكُمْ } كباراً { وَفِي ذٰلِكُمْ } في ذبح الأبناء واستخدام النساء { بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } بلية من ربكم عظيمة ابتلاكم بها ويقال { وَفِي ذٰلِكُمْ } في إنجاء الله لكم { بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ } نعمة من ربكم عظيمة أنعمكم بها.