التفاسير

< >
عرض

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً
٦٤
رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً
٦٥
وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً
٦٦
أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً
٦٧
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً
٦٨
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً
٦٩
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً
٧٠
وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً
٧١
ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
٧٢
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً
٧٣
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً
٧٤
قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً
٧٥
-مريم

تفسير القرآن

{ وَمَا نَتَنَزَّلُ } من السماء { إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } يا محمد فقال له جبريل ذلك حين حبس الله عنه الوحي فيما سألته قريش عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة { وَمَا خَلْفَنَا } من أمر الدنيا { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } ما بين النفختين { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } لم ينسك ربك منذ أوحي إليك { رَّبُّ } خالق { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب هو الله { فَٱعْبُدْهُ } فأطعه { وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } اصبر على عبادته { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أحداً يسمى الله { وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ } أبي بن خلف الجمحي بانكار البعث { أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } من القبر بعد الموت هذا ما لا يكون { أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ } أو لا يتعظ أبي بن خلف الجمحي { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } من قبل هذا من نطفة منتنة { وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } فإني قادر على أن أحييه { فَوَرَبِّكَ } أقسم بنفسه { لَنَحْشُرَنَّهُمْ } يوم القيامة يعني أبياً وأصحابه { وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ } لنجمعنهم { حَوْلَ جَهَنَّمَ } وسط جهنم { جِثِيّاً } جميعاً { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ } لنخرجن { مِن كُلِّ شِيعَةٍ } من كل أهل دين { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } جرأة بالقرآن { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا } أحق بها { صِلِيّاً } دخولا { وَإِن مِّنكُمْ } وما منكم من أحد { إِلاَّ وَارِدُهَا } داخلها يعني النار غير النبيين والمرسلين { كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } قضاء كائناً واجباً أن يكون { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش { وَّنَذَرُ } نترك { ٱلظَّالِمِينَ } المشركين { فِيهَا } في جهنم { جِثِيّاً } جميعاً دائماً { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } تقرأ عليهم على النضر وأصحابه { آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } بالأمر والنهي { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والبعث يعني النضر وأصحابه { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد والقرآن يعني أبا بكر وأصحابه { أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ } أهل دينين منا ومنكم { خَيْرٌ مَّقَاماً } منزلاً { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } مجلساً { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } قبل قريش { مِّن قَرْنٍ } من أمم خالية { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً } أكثر أموالاً وأولاداً { وَرِءْياً } أحسن منظراً { قُلْ } لهم يا محمد { مَن كَانَ فِي ٱلضَّلاَلَةِ } في الكفر والشرك { فَلْيَمْدُدْ } فليزدد { لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } زيادة في المال والولد فانظرهم يا محمد { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } من العذاب { إِمَّا ٱلعَذَابَ } يوم بدر بالسيف { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } وإما عذاب يوم القيامة بالنار { فَسَيَعْلَمُونَ } وهذا وعيد لهم { مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً } منزلاً في الآخرة وضيقاً في الدنيا { وَأَضْعَفُ جُنداً } أهون ناضراً.