التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٦
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ
٧
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ
٨
يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ
٩
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
١٠
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
١١
أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ
١٢
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ
١٣
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ
١٤
ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١٥
-البقرة

تفسير القرآن

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وثبتوا على الكفر { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ } العظة { ءَأَنذَرْتَهُمْ } خوفتهم بالقرآن { أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ } لم تخوفهم { لاَ يُؤْمِنُونَ } لا يريدون أن يؤمنوا ويقال لا يؤمنون في علم الله { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبهِمْ } طبع الله على قلوبهم { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } غطاء { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } شديد في الآخرة وهم اليهود كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وجدي بن أخطب ويقال هم مشركو أهل مكة عتبة وشيبة والوليد { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ } في السر وصدقنا بإيماننا بالله { وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } وبالبعث بعد الموت الذي فيه جزاء الأعمال { وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } في السر ولا مصدقين في إيمانهم { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } يخالفون الله ويكذبونه في السر ويقال اجترعوا على الله حتى ظنوا أنهم يخادعون الله { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أبا بكر وسائر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا يَخْدَعُونَ } يكذبون { إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } وما يعلمون أن الله يطلع نبيه على سر قلوبهم { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق وخلاف وظلمة { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } شكاً ونفاقاً وخلافاً وظلمة { وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع في الآخرة يخلص وجعه الى قلوبهم { بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } في السر وهم المنافقون عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني اليهود { لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بتعويق الناس عن دين محمد صلى الله عليه وسلم { قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } لها بالطاعة { أَلاۤ إِنَّهُمْ } بلى إنهم { هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ } لها بالتعويق { وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } لا يعلم سفلتهم أن رؤساءهم هم الذين يضلونهم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } لليهود { آمِنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { كَمَآ آمَنَ ٱلنَّاسُ } عبد الله بن سلام وأصحابه { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال الخرقى { أَلاۤ إِنَّهُمْ } بلى إنهم { هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ } الجهال الخرقى { وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } ذلك { وَإِذَا لَقُواْ } يعني المنافقين { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني أبا بكر وأصحابه { قَالُوۤا آمَنَّا } في السر وصدقنا بإيماننا كما آمنتم له في السر وصدقتم به { وَإِذَا خَلَوْاْ } رجعوا { إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } كهنتهم ورؤسائهم وهم خمسة نفر كعب بن الأشرف بالمدينة وأبو بردة الأسلمي في بني أسلم وابن السوداء بالشام وعبد الدار في جهينة وعوف بن عامر في بني عامر { قَالُوۤاْ } لرؤسائهم { إِنَّا مَعَكُمْ } على دينكم في السر { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه بلا إله إلا الله { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ } في الآخرة يعني يفتح لهم باباً إلى الجنة ثم يغلق دونهم فيستهزىء بهم المؤمنون { وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } يتركهم في الدنيا في كفرهم وضلالتهم يعمهون يمضون عمهة لا يبصرون.