التفاسير

< >
عرض

طه
١
مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ
٢
إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
٣
تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ ٱلأَرْضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلْعُلَى
٤
ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ
٥
لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ
٦
وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى
٧
ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ
٨
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ
٩
إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى
١٠
فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ يٰمُوسَىٰ
١١
إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
١٢
وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ
١٣
إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ
١٤
إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ
١٥
-طه

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { طه مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ } لتتعب بالقرآن نزلت هذه الآية والنبي صلى الله عليه وسلم كان قبل ذلك يجتهد بصلاة الليل حتى تورمت قدماه فخفف الله عليه بهذه الآية فقال طه يا رجل هذه بلسان مكة أي يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن جبريل بالقرآن { إِلاَّ تَذْكِرَةً } عظة { لِّمَن يَخْشَىٰ } لمن يسلم ولم أنزله لتشقى لتتعب نفسك مقدم ومؤخر { تَنزِيلاً } يقول القرآن تكليماً { مِّمَّنْ خَلَق ٱلأَرْضَ وَٱلسَّمَاوَاتِ ٱلْعُلَى } رفع بعضها فوق بعض { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ } استقر ويقال امتلأ به ويقال هو من المكتوم الذي لا يفسر { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { وَمَا تَحْتَ ٱلثَّرَىٰ } الذي تحت الأرضين السابعة السفلى لأن الأرضين على الماء والماء على الحوت والحوت على الصخرة والصخرة على قرني الثور والثور على الثرى وهو التراب الندي يعلم الله ما تحته { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ } تعلن بالقول الفعل { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } من القول والفعل { وَأَخْفَى } من السر ما هو كائن منك لم يك بعد أو يكون يعلم الله ذلك كله { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } وحده لا شريك له { لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ } الصفات العليا فادعوه بها { وَهَلْ أَتَاكَ } ما أتاك يا محمد ثم أتاك { حَدِيثُ مُوسَىٰ } خبر موسى { إِذْ رَأَى نَاراً } عن يساره { فَقَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ } انزلوا مكانكم { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } إني رأيت ناراً { لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا } من النار { بِقَبَسٍ } بشعلة مقتبسة وكان في برد شديد من الشتاء { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ } عند النار { هُدًى } من يدلني على الطريق { فَلَمَّآ أَتَاهَا } فإذا هي شجرة خضراء تتوقد منها نار بيضاء { نُودِيَ يَٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ } وكانت نعلاه من جلد حمار ميت { إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ } المطهر { طُوىً } اسم الوادي ويقال قد طوته الأنبياء قبلك ويقال طوى بئر قد طويت بالصخر في ذلك الوادي للذي كانت فيه الشجرة { وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } بالرسالة إلى فرعون { فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ } فاعمل بما تؤمر { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي } فأطعني { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } لو نسيت صلاة فصلها حين ذكرتها { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ } كائنة { أَكَادُ أُخْفِيهَا } أظهرها ويقال أسرها عن نفسي فكيف أظهرها لغيري { لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { بِمَا تَسْعَىٰ } بما تعمل من الخير والشر.