التفاسير

< >
عرض

وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٧
وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٨
وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٩
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ
١٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١١
لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ
١٢
لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٣
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٤
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ
١٥
وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
١٦
-النور

تفسير القرآن

{ وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } وفي المرة الخامسة يقول لعنة الله على الرجل { إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } فيما قال عليها { وَيَدْرَؤُاْ } يعني يدفع الحاكم { عَنْهَا ٱلْعَذَابَ } عن المرأة العذاب بالرجم { أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ } إذا حلفت المرأة أربع مرات بالله الذي لا إله إلا هو { إِنَّهُ } يعني زوجها { لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } فيما قال عليها { وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ } على المرأة { إِن كَانَ } زوجها { مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } فيما يقول عليها { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } مَنَّ الله { عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } لبيَّن الكاذب منكم { وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ } متجاوز لمن تاب { حَكِيمٌ } حكم للعان بين الرجل والمرأة بالفرية نزلت هذه الآية في عاصم بن عدي الأنصاري ابتلى بهذا { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ } تكلموا بالكذب { عُصْبَةٌ } جماعة { مِّنْكُمْ } نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول المنافق وحسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر الصديق وعباد بن عبد المطلب وحمنة بنت جحش الأسدية فيما قالوا على عائشة وصفوان بن المعطل من الفرية { لاَ تَحْسَبُوهُ } يعني القذف لعائشة وصفوان { شَرّاً لَّكُمْ } في الآخرة { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } في الثواب { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ } ممن خاض في أمر عائشة وصفوان بن المعطل { مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ } على قدر ما خاض فيه { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ } أشاع وأعظم المقالة فيه وهو عبد الله بن أبي { مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } في الدنيا بالحد وفي الآخرة بالنار { لَّوْلاۤ } هلا { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } قذف عائشة وصفوان { ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ } بأمهاتهم { خَيْراً } يقول هلا ظننتم بعائشة أم المؤمنين كما تظنون بأمهاتكم { وَقَالُواْ } هلا قلتم { هَـٰذَآ } القذف { إِفْكٌ مُّبِينٌ } كذب بين { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ } هلا جاؤوا على ما قالوا { بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } عدول فيصدقونهم بذلك { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ } بأربعة شهداء { فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } ثم نزل في شأن الذين لم يقذفوا عائشة وصفوان بن المعطل ولكن خاضوا فيه { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ } منَّ الله { عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ } لأصابكم { فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ } خضتم في شأن عائشة وصفوان { عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد في الدنيا والآخرة { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } إذ يرويه بعضكم عن بعض { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ } بألسنتكم { مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } حجة وبيان { وَتَحْسَبُونَهُ } يعني قذف عائشة وصفوان { هَيِّناً } ذنباً هيناً { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } في العقوبة { وَلَوْلاۤ } هلا { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } قذف عائشة وصفوان { قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ } ما يجوز لنا { أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا } الكذب { سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } كذب عظيم.