التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٣١
وَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
٣٢
وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٣
-النور

تفسير القرآن

{ وَقُل } يا محمد { لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ } يكففن { مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } عن الحرام ورؤية الرجال ومن صلة في الكلام { وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } عن الحرام { وَلاَ يُبْدِينَ } ولا يظهرن { زِينَتَهُنَّ } الدملوج والوشاح { إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا } من ثيابها { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ } يرخين قناعهن { عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ } على صدورهن ونحورهن وليشدن ذلك ثم ذكر الزينة أيضاً فقال { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } الدملوج والوشاح وغير ذلك { إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ } أزواجهن { أَوْ آبَآئِهِنَّ } في النسب أو اللبن { أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ } أو آباء أزواجهن { أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ } في النسب أو اللبن { أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ } أبناء أزواجهن من غيرهن { أَوْ إِخْوَانِهِنَّ } في النسب أو اللبن { أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ } في النسب أو اللبن { أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ } في النسب أو اللبن { أَوْ نِسَآئِهِنَّ } نساء أهل دينهن المسلمات لأنه لا يحل لها أن تراها متجردة يهودية أو نصرانية أو مجوسية { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } من الإماء دون العبيد { أَوِ ٱلتَّابِعِينَ } لأزواجهن { غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ } الشهوة { مِنَ ٱلرِّجَالِ } والنساء يعني الخصي والشيخ الكبير الفاني { أَوِ ٱلطِّفْلِ } يعني الصغير { ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ } لم يطيقوا المجامعة مع النساء ولا النساء معهم من الصغر ولا يعلمون من أمر الرجال والنساء شيئاً فلا بأس بأن يرى زينتهن هؤلاء بغير ريبة { وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ } إحداهما بالأخرى لتقرع الخلخال بالخلخال { لِيُعْلَمَ } لكي يعلم ويظهر { مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } ما يوارين من زينتهن يعني الخلاخل عند الغريب { وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً } من جميع الذنوب الصغائر والكبائر { أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخط والعذاب ثم دلهم على تزويج البنين والبنات والإخوة والأخوات ممن ليس لهم أزواج فقال { وَأَنْكِحُواْ } زوجوا { ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ } بناتكم وأخواتكم ويقال بنيكم وأخواتكم ممن ليس لهم أزواج { وَٱلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ } وزوجوا الصالحين من عبيدكم { وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ } يعني الأحرار { فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } من رزقه { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } برزقه للحر والعبد { عَلِيمٌ } بأرزاقهما { وَلْيَسْتَعْفِفِ } عن الزنا { ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً } سعة للتزويج { حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } من رزقه نزلت في حويطب بن عبد العزى في شأن غلام له سأل كتابته فلم يكاتبه { وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ } يطلبون منكم المكاتبة { مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } يعني عبيدكم { فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً } صلاحاً ووفاء { وَآتُوهُمْ } أعطوهم يعني لجملة الناس { مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ } أعطاكم حتى يؤدوا مكاتبتهم ويقال حث المولى على ترك الثلث عن مكاتبه ثم نزل في شأن عبد الله بن أبي وأصحابه كان لهم ولائد يجبرونهن على الزنا لقبل كسبهن وأولادهن فنهاهم الله عن ذلك وحرم عليهم فقال { وَلاَ تُكْرِهُواْ } ولا تجبروا { فَتَيَاتِكُمْ } ولائدكم { عَلَى ٱلْبِغَآءِ } على الزنا والفجور { إِنْ أَرَدْنَ } بعدما أردن { تَحَصُّناً } تعففاً عن الزنا { لِّتَبْتَغُواْ } لتطلبوا بذلك { عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } من كسبهن وأولادهن { وَمَن يُكْرِههُنَّ } يجبرهن يعني الولائد على الزنا { فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ } وتوبتهن { غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } بعد الموت.