التفاسير

< >
عرض

لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ
١٢٧
لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ
١٢٨
وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٢٩
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٣٠
وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
١٣١
وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
١٣٢
وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
١٣٣
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٣٤
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
١٣٥
أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
١٣٦
-آل عمران

تفسير القرآن

{ لِيَقْطَعَ طَرَفاً } يقول لو نزل المدد لم ينزل إلا ليقتل جمعاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } يهزمهم { فَيَنقَلِبُواْ } يرجعوا { خَآئِبِينَ } من الدولة والغنيمة { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } ليس بيدك التوبة والعذاب إن تدع على المنهزمين يوم أحد من الرماة وغيرهم { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } يقول إن شاء الله أن يتوب عليهم فتجاوز عنهم { أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } بترك المركز { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } بترك المركز ويقال نزلت في الحيين عصية وذكوان دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم حين قتلوا أصحابه { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } لمن كان أهلاً لذلك { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني ثقيفاً { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا أَضْعَافاً } على الدرهم { مُّضَاعَفَةً } في الأجل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } واخشوا الله في أكل الربا { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة والعذاب { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ } اخشوا النار في أكل الربا { ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ } خلقت { لِلْكَافِرِينَ } بالله وبتحريم الربا { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } في تحريم الربا وفي تركه { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا وتنجوا فلا تعذبوا { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } بادروا بالتوبة من الربا وسائر الذنوب إلى تجاوز من ربكم { وَجَنَّةٍ } وإلى جنة بعمل صالح وترك الربا { عَرْضُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ } لو وصل بعضها إلى بعض { أُعِدَّتْ } خلقت { لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش وأكل الربا. ثم بينهم فقال { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } يقول ينفقون أموالهم في سبيل الله في اليسر والعسر { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } الكاظمين غيظهم المرددين حدتهم في أجوافهم { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } عن المملوكين { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } إلى المملوكين والأحرار. ثم نزل في رجل من الأنصار لأجل نظرة ولمسة وقبلة أصابها من امرأة الرجل الثقفي فقال { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } معصية { أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالنظرة واللمسة والقبلة { ذَكَرُواْ ٱللَّهَ } خالوا الله { فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } تابوا من ذنوبهم { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ } ذنوب التائب { إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ } من المعصية { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنها معصية لله { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } لذنوبهم { وَجَنَّاتٌ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } دائمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } ثواب التائبين الجنة وما ذكر.