التفاسير

< >
عرض

فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ
١٨٤
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ
١٨٥
لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
١٨٦
وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
١٨٧
لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٨٨
-آل عمران

تفسير القرآن

قال الله { فَإِن كَذَّبُوكَ } يا محمد بما قلت لهم فلا تحزن بذلك { فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } كذبهم قومهم { جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي وعلامات النبوة { وَٱلزُّبُر } وبخبر كتب الأولين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } المبين للحلال والحرام ثم ذكر موتهم وما بعد الموت فقال { كُلُّ نَفْسٍ } منفوسة { ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } تذوق الموت { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ } توفون { أُجُورَكُمْ } ثواب أعمالكم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ } عزل ونحي وأبعد { عَنِ ٱلنَّارِ } بالتوحيد والعمل الصالح { وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } بالجنة وما فيها ونجا من النار وما فيها { وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ليس ما في الدنيا من النعيم { إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ } إلا كمتاع البيت في بقائه مثل الخزف والزجاجة وغير ذلك ثم ذكر أذى الكفار لنبيه ولأصحابه فقال { لَتُبْلَوُنَّ } لتختبرن { فِيۤ أَمْوَالِكُمْ } في ذهاب أموالكم { وَأَنْفُسِكُمْ } وفيما يصيب أنفسكم من الأمراض والأوجاع والقتل والضرب وسائر البلايا { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب { مِن قَبْلِكُمْ } يعني اليهود والنصارى الشتم والطعن والكذب والزور على الله { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } يعني مشركي العرب أيضاً { أَذًى كَثِيراً } بالشتم والضرب واللعن والقتل والكذب والزور على الله { وَإِن تَصْبِرُواْ } على أذاهم { وَتَتَّقُواْ } معصية الله في الأذى { فَإِنَّ ذٰلِكَ } الصبر والاحتمال { مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } من خير الأمور وحزم أمورهم يعني المؤمنين ثم ذكر ميثاقه على أهل الكتاب في الكتاب ببيان صفة نبيه ونعته فقال { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب يعني التوراة والإنجيل { لَتُبَيِّنُنَّهُ } صفة محمد ونعته { لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } لا تكتمون صفة محمد ونعته في الكتاب { فَنَبَذُوهُ } فطرحوا كتاب الله وعهده { وَرَآءَ } خلف { ظُهُورِهِمْ } ولم يعملوا به { وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ } بكتمان صفة محمد ونعته في الكتاب { ثَمَناً قَلِيلاً } عرضاً يسيراً من المأكلة { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } يختارون لأنفسهم اليهودية وكتمان صفة محمد ونعته ثم ذكر طلبهم الثناء والمحمدة بما لم يكن فيهم يعني اليهود فقال { لاَ تَحْسَبَنَّ } لا تظنن يا محمد { ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } بما غيروا صفة محمد ونعته في الكتاب { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ } يحبون أن يقال فيهم الخير ولا خير فيهم أن يقولوا هم على دين إبراهيم ويحسنون إلى الفقراء { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } يا محمد { بِمَفَازَةٍ } بمباعدة { مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم } وجيع.