التفاسير

< >
عرض

فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ
٧٠
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ
٧١
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ
٧٢
فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ
٧٣
إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ
٧٤
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ
٧٥
وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ
٧٦
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ
٧٧
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ
٧٨
سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ
٧٩
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٨٠
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
٨١
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٨٢
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ
٨٣
إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٤
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ
٨٥
أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ
٨٦
فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٧
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ
٨٨
فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ
٨٩
فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ
٩٠
فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
-الصافات

تفسير القرآن

{ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ } على دينهم { يُهْرَعُونَ } يسرعون ويمشون ويعملون بعملهم { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ } قبل قومك يا محمد { أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } من الأمم الماضية { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ } إليهم { مُّنذِرِينَ } رسلاً مخوفين لهم فلم يؤمنوا بهم فأهلكناهم { فَٱنظُرْ } يا محمد { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلْمُنذَرِينَ } لمن أنذرتهم الرسل فلم يؤمنوا كيف أهلكناهم ثم استثنى { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } المعصومين من الكفر والشرك ويقال المخلصين بالعبادة والتوحيد إن قرأت بخفض اللام فإنهم لم يكذبوهم ولم نهلكهم { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } دعانا نوح على قومه { { رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } [نوح: 26] إلى آخر الآية { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } بهلاك قومه { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } ومن آمن به { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } يعني الغرق { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ } إلى يوم القيامة وكان له ثلاثة بنين سام وحام ويافث فأما سام فهو أبو العرب ومن في جزائرهم وأما حام فهو أبو الحبش والبربر والسند وأما يافث فهو أبو سائر الناس { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ } على نوح ثناءً حسناً { فِي ٱلآخِرِينَ } في الباقين بعد { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ } سلامة وسعادة منا على نوح { فِي ٱلْعَالَمِينَ } من بين العالمين في زمانه { إِنَّا كَذَٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } بالقول والفعل بالثناء الحسن والنجاة.
{ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } الباقين بعده { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } من شيعة نوح ويقال من شيعة محمد عليه الصلاة والسلام { لإِبْرَاهِيمَ } يقول إبراهيم كان على دين نوح ومنهاجه ومحمد عليه الصلاة والسلام كان على دين إبراهيم ومنهاجه { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ } يقول أقبل إبراهيم إلى طاعة ربه { بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } خالص من كل عيب { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } آزر { وَقَوْمِهِ } عبدة الأوثان { مَاذَا تَعْبُدُونَ } من دون الله قالوا نعبد أصناماً قال لهم إبراهيم { أَئِفْكاً آلِهَةً } بالكذب آلهة { دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } تعبدون { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ماذا يفعل بكم إذا عبدتم غيره { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } إلى النجوم ويقال فتفكر فكرة في نفسه { فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } مريض مطعون لكي يتركوه { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } فأعرضوا عنه ذاهبين إلى عيدهم وتركوه { فَرَاغَ } فأقبل إبراهيم { إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ } لهم { أَلا تَأْكُلُونَ } مما عليكم من العسل فلم يجيبوه فقال لهم { مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ } لا تجيبون { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } فأقبل عليهم { ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ } بالفأس ويقال بر يمينه { فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ } من عيدهم { يَزِفُّونَ } يسرعون ويمشون { قَالَ } لهم إبراهيم { أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ } بأيديكم من العيدان والحجارة { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ } وتتركون عبادة الله الذي خلقكم { وَمَا تَعْمَلُونَ } خلق نحتكم ومنحوتكم { قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً } أتونا { فَأَلْقُوهُ } فاطرحوه { فِي ٱلْجَحِيمِ } في النار.