التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
١١٢
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
١١٣
لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
١١٤
وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
١١٥
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً
١١٦
إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً
١١٧
لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً
١١٨
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً
١١٩
-النساء

تفسير القرآن

{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً } سرقة { أَوْ إِثْماً } أو يحلف بالله كاذباً { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } بما سرق { بَرِيئاً } زيد بن سمين { فَقَدِ ٱحْتَمَلَ } فقد أوجب على نفسه { بُهْتَاناً } عقوبة بهتان عظيم { وَإِثْماً مُّبِيناً } وعقوبة ذنب بيِّن { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ } منّ الله عليك بالنبوة { وَرَحْمَتُهُ } بإرسال جبريل إليك { لَهَمَّتْ } أضمرت وأرادت { طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ } من قوم طعمة { أَن يُضِلُّوكَ } أن يخطئوك عن الحكم { وَمَا يُضِلُّونَ } عن الحكم { إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } بشيء لأن مضرته على من شهد بالزور { وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { وَٱلْحِكْمَةَ } بيَّن فيه الحلال والحرام والقضاء { وَعَلَّمَكَ } بالقرآن من الأحكام والحدود { مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } قبل القرآن { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } بالنبوة { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } من نجوى قوم طعمة { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ } حث على صدقة المساكين { أَوْ مَعْرُوفٍ } أو قرض لإنسان { أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } بين طعمة وزيد بن سمين اليهودي { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } الصدقة والقرض والإصلاح { ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } طلب رضا الله { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ } نعطيه { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة { وَمَن يُشَاقِقِ } يخالف { ٱلرَّسُولَ } في التوحيد والحكم وهو طعمة { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ } التوحيد والحكم وهو طعمة { وَيَتَّبِعْ } يتخذ { غَيْرَ سَبِيلِ } دين { ٱلْمُؤْمِنِينَ } يختر على دين المؤمنين دين أهل مكة الشرك { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } نتركه إلى ما اختار في الدنيا { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَسَآءَتْ مَصِيراً } صار إليه { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } إن مات عليه مثل طعمة { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ } دون الشرك { لِمَن يَشَآءُ } لمن كان أهلاً لذلك { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } عن الهدى { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } ما يعبد أهل مكة من دون الله { إِلاَّ إِنَاثاً } أصناماً بلا روح اللات والعزى ومناة { وَإِن يَدْعُونَ } ما يعبدون { إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } متمرداً شديداً { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } طرده الله من كل خير { وَقَالَ } إبليس { لأَتَّخِذَنَّ } لأستولين ولأستزلن { مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } حظاً معلوماً فما أطيع فيه فهو مفروضه مأموره ويقال من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون في النار { وَلأُضِلَّنَّهُمْ } عن الهدى { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } لأرجينهم أن لا جنة ولا نار { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ } فليشققن { آذَانَ ٱلأَنْعَامِ } وهي البحيرة { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } دين الله { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَانَ } يعبد الشيطان { وَلِيّاً } رباً { مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ } غبن { خُسْرَاناً مُّبِيناً } غبناً بيناً بذهاب الدنيا والآخرة.