التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ
١٠
ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ
١١
فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
١٢
فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ
١٣
إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
١٤
فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
١٥
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ
١٦
-فصلت

تفسير القرآن

{ وَجَعَلَ فِيهَا } خلق فيها { رَوَاسِيَ } الجبال الثوابت { مِن فَوْقِهَا } أوتاداً لها { وَبَارَكَ فِيهَا } في الأرض بالماء والشجر والنبات والثمار { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا } معايشها ففي كل أرض معيشة ليست في غيرها { فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } يقول خلق الله الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة من سني الدنيا قدر فيها أرزاق الأجساد قبل أرواحها بأربعة آلاف سنة من سني الدنيا { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } سواء لمن سأل ولمن لم يسأل يعني الرزق ويقال بياناً للسائلين كيف خلقها هكذا خلقها { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } ثم عمد إلى خلق السماء { وَهِيَ دُخَانٌ } بخار الماء { فَقَالَ لَهَا } للسماء { وَلِلأَرْضِ } بعد ما فرغ منهما { ٱئْتِيَا } أعطيا ما فيكما من الماء والنبات { طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا } أعطينا { طَآئِعِينَ } لله كارهين بجفاء الخلق { فَقَضَاهُنَّ } خلقهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } بعضها فوق بعض { فِي يَوْمَيْنِ } طول كل يوم ألف سنة { وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا } خلق لكل سماء أهلاً وأمر لها أمرها { وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } الأولى { بِمَصَابِيحَ } بالنجوم { وَحِفْظاً } وحفظناها بالنجوم من الشياطين فبعض النجوم زينة السماء لا يتحرك وبعضها يهتدى به في ظلمات البر والبحر وبعضها رجوم للشياطين { ذَلِكَ تَقْدِيرُ } تدبير { ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْعَلِيمِ } بتدبيره وبمن آمن به وبمن لا يؤمن به { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } كفار مكة عن الإيمان وهو عتبة وأصحابه { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ } خوفتكم بالقرآن { صَاعِقَةً } عذاباً { مِّثْلَ صَاعِقَةِ } مثل عذاب { عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } من قبل عاد وثمود إلى قومهم { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } من بعدهم أيضاً جاءت الرسل إلى قومهم وقالوا لقومهم { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } أن لا توحدوا { إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ } كل قوم لرسولهم { لَوْ شَآءَ رَبُّنَا } أن ينزل إلينا رسولاً { لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } من الملائكة الذين عنده { فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } جاحدون ما أنتم إلا بشر مثلنا { فَأَمَّا عَادٌ } قوم هود { فَٱسْتَكْبَرُواْ } تعظموا عن الإيمان { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا حق كان لهم { وَقَالُواْ } لهود { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } بالبدن والمنعة فيهلكنا { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أو لم يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } منعة يقدر على إهلاكهم { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا هود { يَجْحَدُونَ } يكفرون { فَأَرْسَلْنَا } سلّطنا { عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } بارداً شديداً { فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } مشؤومات عليهم بالعذاب ويقال شديدة { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ } الشديد { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ } أشد ما كان لهم في الدنيا { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من عذاب الله.