التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ
٧٦
وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ
٧٧
لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
٧٨
أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ
٧٩
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
٨٠
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ
٨١
سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
٨٢
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٨٣
وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٨٤
وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٥
وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
٨٦
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٨٧
وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ
٨٨
فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
٨٩
-الزخرف

تفسير القرآن

{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بهلاكهم وعذابهم { وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } بالكفر والشرك { وَنَادَوْاْ يَٰمَالِكُ } فلما قل صبرهم نادوا يا مالك خازن النار { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } الموت فيجيبهم مالك بعد أربعين سنة { قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } دائمون في العذاب ولا تخرجون { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ } يقول جاء جبريل إلى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ } كلكم { لِلْحَقِّ } بمحمد عليه السلام والقرآن { كَارِهُونَ } جاحدون { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً } أحكموا أمراً في شأن محمد { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } محكمون أمراً بهلاكهم { أَمْ يَحْسَبُونَ } أيظنون يعني صفوان بن أمية وصاحبيه { أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ } فيما بينهم { وَنَجْوَاهُم } خلوتهم حول الكعبة { بَلَىٰ } نسمع { وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ } عندهم { يَكْتُبُونَ } سرهم ونجواهم وهم الحفظة { قُلْ } يا محمد للنضر بن الحارث وعلقمة { إِن كَانَ } ما كان { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } أول المقرين بأن ليس لله ولد ولا شريك { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } يقولون من الولد والشريك { فَذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد { يَخُوضُواْ } في الباطل { وَيَلْعَبُواْ } يهزؤوا بالقرآن { حَتَّىٰ يُلاَقُواْ } يعاينوا { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } فيه الموت والعذاب { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ } هو إله كل شيء في السماء { وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ } إله كل شيء في الأرض { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { ٱلْعَلِيمُ } بخلقه وتدبيره { وَتَبَارَكَ } تعالى وتبرأ عن الولد والشريك { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق { وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } علم قيام الساعة { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِهِ } من دون الله { ٱلشَّفَاعَةَ } يقول لا تقدر الملائكة أن يشفعوا لأحد { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } بلا إله إلا الله مخلصاً بها { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنها حق من قبل أنفسهم نزلت هذه الآية في بني مليح حيث قالوا الملائكة بنات الله { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني بني مليح { مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } خلقنا { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } فمن أين يكذبون على الله بعد الإقرار { وَقِيلِهِ } قال محمد صلى الله عليه وسلم { يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } بك وبالقرآن فافعل بهم ما شئت { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } قيل له أعرض عنهم { وَقُلْ سَلاَمٌ } سداد من القول { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بهم يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ثم أمره بالقتال بعد ذلك فسوف يعلمون ماذا ينزل بهم من الجوع والدخان.