التفاسير

< >
عرض

فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٣٦
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
٣٧
وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ
٣٨
مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٩
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
٤٠
يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٤١
إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٤٢
إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ
٤٣
طَعَامُ ٱلأَثِيمِ
٤٤
كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ
٤٥
كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ
٤٦
خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ
٤٧
ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ
٤٨
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ
٤٩
إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ
٥٠
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
٥١
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٥٢
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
٥٣
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٥٤
يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ
٥٥
لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٥٦
فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٥٧
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٥٨
فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ
٥٩
-الدخان

تفسير القرآن

{ فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا } فأحيي يا محمد آباءنا الذين ماتوا حتى نسألهم أحق تقول أم باطل { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت قال الله تعالى { أَهُمْ خَيْرٌ } أقومك خير { أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } حمير واسمه أسعد بن ملكيكوب وكنيته أبو كرب سمي تبعاً لكثرة تبعه { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل قوم تبع { أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } مشركين أفلا يخاف قومك من هلاكهم وعذابهم { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق { لاَعِبِينَ } لاهين { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } للحق لا للباطل { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } يوم القضاء بين الخلائق { مِيقَاتُهُمْ } ميعادهم { أَجْمَعِينَ يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً } ولي حميم يعني قرابة عن قرابة شيئاً وكافر عن كافر وقريب عن قريب شيئاً من الشفاعة ولا من عذاب الله { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يمنعون مما يراد بهم من العذاب { إِلاَّ مَن رَّحِمَ ٱللَّهُ } من المؤمنين فإنهم ليسوا كذلك ولكن يشفع بعضهم لبعض { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة من الكافرين { ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } طعام الفاجر في النار أبي جهل وأصحابه.
{ كَٱلْمُهْلِ } سوداء كدردي الزيت ويقال حارة كالفضة المذابة { يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } الماء الحار { خُذُوهُ } يقول الله للزبانية خذوا أبا جهل { فَٱعْتِلُوهُ } فتلتلوه ويقال فسوقوه واذهبوا به { إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } إلى وسط النار { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ } على رأسه { مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } من ماء حار بعد ما يضرب رأسه بمقامع الحديد { ذُقْ } يا أبا جهل { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } في قومك { ٱلْكَرِيمُ } عليهم ويقال إنك أنت العزيز المتعزز في قومك الكريم المتكرم عليهم { إِنَّ هَـٰذَا } يعني العذاب { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكون في الدنيا أنه لا يكون { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } من الكفر والشرك والفواحش يعني أبا بكر وأصحابه { فِي مَقَامٍ } مكان { أَمِينٍ } من الموت والزوال والعذاب { فِي جَنَّاتٍ } بساتين { وَعُيُونٍ } أنهار الخمر والماء واللبن والعسل { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ } ما لطف من الديباج { وَإِسْتَبْرَقٍ } وما ثخن من الديباج { مُّتَقَابِلِينَ } في الزيارة { كَذَٰلِكَ } هكذا مقام المؤمنين في الجنة { وَزَوَّجْنَاهُم } قررناهم في الجنة { بِحُورٍ } بحوار بيض { عِينٍ } عظام الأعين حسان الوجوه { يَدْعُونَ فِيهَا } يسألون في الجنة ويقال يتعاطون في الجنة { بِكلِّ فَاكِهَةٍ } بألوان كل فاكهة { آمِنِينَ } من الموت والزوال والعذاب { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا } في الجنة { ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } بعد موتهم في الدنيا { وَوَقَاهُمْ } رفع عنهم ربهم { عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } عذاب النار { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ } مناً من ربك ويقال عطاء من ربك { ذَٰلِكَ } المن { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } يقول هونا عليك قراءة القرآن { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتعظوا بالقرآن { فَٱرْتَقِبْ } فانتظر هلاكهم يوم بدر { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } منتظرون هلاكك فأهلكهم الله يوم بدر.