التفاسير

< >
عرض

وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ
١٦
وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ
١٧
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ
١٨
فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
١٩
وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ
٢٠
طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ
٢١
-محمد

تفسير القرآن

{ وَمِنْهُمْ } من المنافقين { مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } إلى خطبتك يوم الجمعة { حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ } تفرقوا من عندك { قَالُواْ } يعني المنافقين { لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم يعني عبد الله بن مسعود { مَاذَا قَالَ } محمد عليه الصلاة والسلام { آنِفاً } الساعة على المنبر استهزاء بما قال محمد صلى الله عليه وسلم { أُوْلَـٰئِكَ } المنافقون هم { ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } ختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } فهم لا يعقلون الحق والهدى { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } بكفر السر والنفاق والخيانة والعداوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ } بالإيمان { زَادَهُمْ } بخطبتك { هُدىً } بصيرة في أمر الدين وتصديقاً في النيات { وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ } ألهمهم تقواهم يقول أكرمهم بترك المعاصي واجتناب المحارم ويقال والذين اهتدوا بالناسخ زادهم هدى بالمنسوخ وآتاهم الله تبارك وتعالى تقواهم أكرمهم الله باستعمال الناسخ وترك المنسوخ { فَهَلْ يَنظُرُونَ } إذا كذبوك كفار مكة { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ } قيام الساعة { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } فجأة { فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } معالمها انشقاق القمر وخروج النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن من أعلامها أي معالمها { فَأَنَّىٰ لَهُمْ } فمن أين لهم { إِذَا جَآءَتْهُمْ } قيام الساعة { ذِكْرَاهُمْ } التوبة { فَٱعْلَمْ } يا محمد { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } لا ضار ولا نافع ولا مانع ولا معطي ولا معز ولا مذل إلا الله ويقال فاعلم أنه ليس شيء فضله كفضل لا إله إلا الله { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } يا محمد من ضرب اليهودي زيد بن السمين { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } ولذنوب المؤمنين والمؤمنات { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ } ذهابكم ومجيئكم وأعمالكم في الدنيا { وَمَثْوَاكُمْ } مصيركم ومنزلكم في الآخرة { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهم المخلصون { لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَتْ سُورَةٌ } جبريل بسورة تمنوا لك ذلك من اشتياقهم إلى ذكر الله وطاعته { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } جبريل بسورة { مُّحْكَمَةٌ } مبينة بالحلال والحرام والأمر والنهي { وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ } أمر فيها بالقتال { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } شك ونفاق { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } نحوك عند ذكرك القتال { نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } كمن هو في غشيان الموت من كراهية قتالهم مع العدو { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } وعيد لهم من عذاب الله { طَاعَةٌ } يقول هذا من المؤمنين طاعة لله ولرسوله { وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } كلام حسن ويقال طاعة المنافقين لله ولرسوله وقول معروف كلام حسن لمحمد عليه الصلاة والسلام خير لهم من المعصية والمخالفة والكراهية ويقال أطيعوا طاعة الله وقولوا قولاً معروفاً لمحمد { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } جد الأمر وظهر الإسلام وكثر المسلمون { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ } يعني المنافقين بإيمانهم وجهادهم { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من المعصية.