التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٤
يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٣٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٣٦
يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٣٧
وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٣٨
فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٩
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٤٠
يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٤١
-المائدة

تفسير القرآن

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من الكفر والشرك { مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ } بالأخذ { فَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فيما أمركم { وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ } الدرجة الرفيعة ويقال اطلبوا إليه القرب في الدرجات بالأعمال الصالحة { وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ } في طاعته { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة والعذاب وتأمنوا { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد والقرآن { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من الأموال { جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ } ضعفه معه { لِيَفْتَدُواْ بِهِ } ليفادوا به أنفسهم { مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ } الفداء { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ ٱلنَّارِ } بتحويل حال إلى حال { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } من النار { وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم لا ينقطع { وَٱلسَّارِقُ } من الرجال يعني طعمة { وَٱلسَّارِقَةُ } من النساء { فَٱقْطَعُوۤاْ أَيْدِيَهُمَا } أيمانهما { جَزَآءً بِمَا كَسَبَا } عقوبة بما سرقا { نَكَالاً مِّنَ ٱللَّهِ } شيئاً من الله لهم { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } بالنقمة من السارق { حَكِيمٌ } حكم عليهم بالقطع { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ } سرقته وقطعه { وَأَصْلَحَ } فيما بينه وبين ربه بالتوبة { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ } يتجاوز عنه { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لمن تاب { أَلَمْ تَعْلَمْ } ألم تخبر يا محمد في القرآن { أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ } خزائن { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الغفران وغيره { قَدِيرٌ يٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } يا محمد { لاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ } يبادرون { فِي ٱلْكُفْرِ } في الولاية مع الكفار في الدنيا والآخرة { مِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ } بألسنتهم قالوا صدقنا { وَلَمْ تُؤْمِن } لم تصدق { قُلُوبُهُمْ } قلوب المنافقين يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { وَمِنَ ٱلَّذِينَ هِادُواْ } يهود بني قريظة كعب وأصحابه { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ } قول الزور { لِقَوْمٍ آخَرِينَ } لأهل خيبر { لَمْ يَأْتُوكَ } يعني أهل خيبر فيما حدث فيهم ولكن سأل عنهم بنو قريظة { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ } يغيرون صفة محمد ونعته والرجم على المحصن والمحصنة إذا زنيا { مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } من بعد بيانه في التوراة { يَقُولُونَ } يعني الرؤساء للسفلة ويقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه { إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا } إن أمركم محمد صلى الله عليه وسلم بالجلد { فَخُذُوهُ } فاقبلوا منه واعملوا به { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } إن لم يأمركم بالجلد محمد وأمركم بالرجم { فَٱحْذَرُواْ } يعني إن لم يكن يوافقكم على ما تطلبون ويأمركم بغيره فاحذروا ولا تقبلوا منه قال الله عز وجل { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ } يعني كفره وشركه ويقال فضيحته ويقال اختباره { فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ } يعني اليهود والمنافقين { ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } من المكر والخيانة والإصرار على الكفر { لَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } عذاب بالقتل { وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أعظم ما يكون لهم في الدنيا.