التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
٧
وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ
٨
وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ
٩
وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ
١٠
قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ
١١
قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
١٢
وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
١٣
قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ
١٤
-الأنعام

تفسير القرآن

{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً } لو نزلنا جبريل عليك بالقرآن جملة { فِي قِرْطَاسٍ } في صحيفة كما سألك عبد الله بن أبي أمية المخزومي وأصحابه { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } فأخذوه وقرؤوه { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني عبد الله بن أبي أمية المخزومي { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } كذب بين { وَقَالُواْ } يعني عبد الله بن أبي أمية المخزومي { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } هلا أنزل عليه ملك فيشهد له بما يقول { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً } كما سألوك { لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } نزل بعذابهم وقبض أرواحهم ويقال لفرغ من هلاكهم { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } لا يؤجلون { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ } يعني الرسول { مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } في صورة رجل آدمي حتى يقدروا أن ينظروا إليه { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم } على الملائكة { مَّا يَلْبِسُونَ } مثل ما يلبسون من الثياب ويقال وللبسنا عليهم خلطنا عليهم صورة الملك ما يلبسون كما يخلطون على أنفسهم صفة محمد ونعته { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك { فَحَاقَ } فوجب ونزل ودار { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ } من الكفار { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } عقوبة استهزائهم { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { سِيرُواْ } سافروا { فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ } وتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } كيف صار آخر أمر المكذبين بالله والرسل { قُل } يا محمد لأهل مكة { لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق فإن أجابوك وإلا { قُل لِلَّهِ } خلق السموات والأرض { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } أوجب على نفسه الرحمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بتأخير العذاب { لَيَجْمَعَنَّكُمْ } والله ليجمعنكم { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ليوم القيامة { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } غبنوا { أَنفُسَهُمْ } ومنازلهم وخدمهم وأزواجهم في الجنة { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد والقرآن ونزل في مقالتهم في محمد عليه الصلاة والسلام ارجع إلى ديننا حتى نغنيك ونزوجك ونعزك ونملكك على أنفسنا { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } ما استقر في وطنه في الليل والنهار { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْعَلِيمُ } بعقوبتهم وبأرزاق الخلق { قُلْ } يا محمد لهم { أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً } أعبد رباً { فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ } خالق السموات { وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ } يرزق العباد { وَلاَ يُطْعَمُ } لا يرزق ويقال لا يعان على الترزيق { قُلْ } يا محمد لكفار مكة
{ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } أول من يكون على الإسلام ويقال أول من أخلص بالعبادة والتوحيد لله من أهل زمانه { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ } مع المشركين على دينهم.