التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٧١
وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ وَٱتَّقُوهُ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٧٢
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
٧٣
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّيۤ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٧٤
-الأنعام

تفسير القرآن

{ قُلْ } يا محمد لعيينة وأصحابه { أَنَدْعُواْ } تأمروننا أن نعبد { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا } أن عبدناه في الدنيا والآخرة { وَلاَ يَضُرُّنَا } إن لم نعبده في الدنيا والآخرة { وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا } نرجع وراءنا إلى الشرك { بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ } بدينه أكرمنا بدينه { كَٱلَّذِي } فيكون مثلنا كالذي { ٱسْتَهْوَتْهُ } استزلته { ٱلشَّيَاطِينُ فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ } ضالاً عن الهدى { لَهُ أَصْحَابٌ } لعيينة أصحاب وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم { يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى } إلى الإسلام { ٱئْتِنَا } أطعنا وهو يدعوهم يعني عيينة إلى الشرك ويقال نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق وابنه عبد الرحمن وكان يدعو أبويه إلى دينه قبل أن يسلم فقال الله لنبيه { قُلْ } يا محمد لأبي بكر حتى يقول لابنه عبد الرحمن أتدعو تأمرنا يا عبد الرحمن أن نعبد من دون الله ما لا ينفعنا في الدنيا في الرزق والمعاش ولا في الآخرة إن عبدناه ولا يضرنا إن لم نعبده ونرد على أعقابنا نرجع إلى ديننا الأول بعد إذ هدانا الله لدين محمد صلى الله عليه وسلم كالذي فيكون مثلنا كمثل عبد الرحمن استهوته استزلته الشياطين عن دين الله في الأرض حيران ضالاً عن الهدى له لعبد الرحمن أصحاب أبواه أبو بكر وأمه يدعونه إلى الهدى أي يدعونه إلى الإسلام والتوبة وهو يعني عبد الرحمن يدعوهما إلى الشرك ويقولان له أي أبواه ائتنا أطعنا بالإسلام { قُلْ } يا محمد { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } إن دين الله هو الإسلام وقبلتنا هي الكعبة { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ } لنخلص بالعبادة والتوحيد { لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } لله رب العالمين { وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَٱتَّقُوهُ } وأطيعوه { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } لتبيان الحق والباطل ويقال الفناء والزوال { وَيَوْمَ يَقُولُ } للصور { كُن فَيَكُونُ } يعني تصير السموات صوراً ينفخ فيه مثل القرن وتبدل سماء أخرى ويقال يوم كن يعني ليوم القيامة فتكون الساعة { قَوْلُهُ } في البعث { ٱلْحَقُّ } الصدق { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } القضاء بين العباد { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } ما يكون { وَٱلشَّهَادَةِ } ما كان، ويقال عالم الغيب ما غاب عن العباد والشهادة ما علمه العباد { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { ٱلْخَبِيرُ } بخلقه وبأعمالهم { وَإِذْ قَالَ } وقد قال { إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ } وهو تارح بن ناحور { أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً } أتعبد أصناماً { آلِهَةً } شتى صغيراً وكبيراً ذكراً وأنثى { إِنِّيۤ أَرَاكَ } يا أبت { وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في كفر بين وخطأ بين في عبادة الأصنام.