التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
١٢٩
وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
١٣٠
فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
١٣١
وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
١٣٢
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ
١٣٣
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ
١٣٤
فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ
١٣٥
فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ
١٣٦
وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ
١٣٧
-الأعراف

تفسير القرآن

{ قَالُوۤاْ } يا موسى { أُوذِينَا } عذبنا بقتل الأبناء واستخدام النساء والعمل { مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } بالرسالة { قَالَ } موسى { عَسَىٰ رَبُّكُمْ } وعسى من الله واجب { أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ } فرعون وقومه بالسنين بالقحط والجوع { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } يجعلكم سكان الأرض أرض مصر { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } في طاعته { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ } قومه { بِٱلسِّنِينَ } بالقحط والجوع عاماً بعد عام { وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ } من ذهاب الثمرات { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } لكي يتعظوا { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } الخصب والرخاء والنعيم { قَالُواْ لَنَا } ينبغي لنا. { هَـٰذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } القحط والجدوبة والشدة { يَطَّيَّرُواْ } يتشاءموا { بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ } قال الله { أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ } شدتهم ورخاؤهم { عِندَ ٱللَّهِ } من الله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون { وَقَالُواْ } يا موسى { مَهْمَا } كل ما { تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ } من علامة { لِّتَسْحَرَنَا بِهَا } لتأخذ أعيننا بها { فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين بالرسالة فدعا عليهم موسى عليه السلام { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ } سلط الله عليهم { ٱلطُّوفَانَ } المطر من السماء دائماً من سبت إلى سبت لا ينقطع ليلاً ولا نهاراً { وَٱلْجَرَادَ } وسلط عليهم بعد ذلك الجراد حتى أكل ما أنبتت الأرض من النبات والثمار { وَٱلْقُمَّلَ } وسلط الله عليهم بعد ذلك القمل حتى أكل ما بقي من الجراد الصغير وهي الدبى بلا أجنحة { وَٱلضَّفَادِعَ } وسلط عليهم بعد ذلك الضفادع حتى آذاهم { وَٱلدَّمَ } وسلط عليهم بعد ذلك الدم حتى صار قليبهم وأنهارهم دماً { آيَاتٍ مّفَصَّلاَتٍ } مبينات بين كل آيتين شهراً { فَٱسْتَكْبَرُواْ } عن الإيمان ولم يؤمنوا { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } مشركين { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ } كلما نزل عليهم العذاب مثل الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } سل لنا ربك { بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } بما أمر ربك { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ } رفعت عنا العذاب { لَنُؤْمِنَنَّ } لنصدقن { لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } مع أموالهم قليلهم وكثيرهم { فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ } فلما رفعنا عنهم العذاب { إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ } يعني الغرق { إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } ينقضون عهدهم مع موسى { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بمرة واحدة { فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } في البحر { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } التسع { وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } جاحدين بها { وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ } يستذلون { مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ } أرض بيت المقدس وفلسطين وأردن ومصر { وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } في بعضها بالماء والشجر { وَتَمَّتْ } وجبت { كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ } بالجنة ويقال بالنصرة { عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ } على البلاء ويقال على دينهم { وَدَمَّرْنَا } أهلكنا { مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } من القصور والمدائن { وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } من الشجر والكروم ويقال يبنون.