التفاسير

< >
عرض

إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ
١٩٦
وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ
١٩٧
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ
١٩٨
خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ
١٩٩
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢٠٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
٢٠١
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ
٢٠٢
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٢٠٣
وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
٢٠٤
وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ
٢٠٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ
٢٠٦
-الأعراف

تفسير القرآن

{ إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ } حافظي وناصري الله { ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } نزل جبرائيل علي بالكتاب { وَهُوَ يَتَوَلَّى } يحفظ { ٱلصَّالِحِينَ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِهِ } من دون الله من الأوثان { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ } نفعكم ولا منعكم { وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } يمنعون مما يراد بهم { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ } إلى الحق { لاَ يَسْمَعُواْ } ولا يجيبوا لأنهم أموات غير أحياء { وَتَرَاهُمْ } يا محمد يعني الأصنام { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } كأنهم ينظرون إليك مفتحة أعينهم { وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } لأنهم أموات غير أحياء { خُذِ ٱلْعَفْوَ } خذ ما فضل من الكل والعيال وهذا منسوخ ويقال خذ العفو عف عمن ظلمك وأعط من حرمك وصل من قطعك { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } بالمعروف والإحسان { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } عن أبي جهل وأصحابه المستهزئين ثم نسخ الإعراض { وَإِماَّ يَنَزَغَنَّكَ } يصيبنك { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ نَزْغٌ } وسوسة وريب { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } فامتنع بالله من وسوسته { إِنَّهُ سَمِيعٌ } باستعاذتك { عَلِيمٌ } بوسوسته { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } وسوسة الشيطان { إِذَا مَسَّهُمْ } إذا أصابهم { طَائِفٌ } ريب ووسوسة { مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ } عرفوا { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } منتهون عن المعصية { وَإِخْوَانُهُمْ } إخوان المشركين يعني الشياطين { يَمُدُّونَهُمْ } يجرونهم ويوسوسونهم { فِي ٱلْغَيِّ } في الكفر والضلالة والمعصية { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } لا ينتهون عن ذلك { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ } يعني أهل مكة { بِآيَةٍ } كما طلبوا { قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } هلا تكلفتها من الله ويقال تخلقتها من تلقاء نفسك { قُلْ } يا محمد لهم. { إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي } أعمل وأقول بما ينزل علي من ربي { هَـٰذَا } يعني القرآن { بَصَآئِرُ } بيان { مِن رَّبِّكُمْ } بالأمر والنهي { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بالقرآن { وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ } في الصلاة المكتوبة { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } إلى قراءته { وَأَنصِتُواْ } لقراءته { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لكي ترحموا فلا تعذبوا { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } اقرأ أنت يا محمد وحدك إن كنت إماماً { تَضَرُّعاً } مستكيناً { وَخِيفَةً } خوفاً { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } دون الرفع من القراءة والصمت { بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } بكرة وعشية في الصلاة أي صلاة الغداة وصلاة المغرب والعشاء { وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } عن القراءة في الصلاة إذا كنت إماماً أو وحدك { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } يعني الملائكة { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعظمون { عَنْ عِبَادَتِهِ } عن طاعته والإقرار له بالعبودية { وَيُسَبِّحُونَهُ } يطيعونه { وَلَهُ يَسْجُدُونَ } يصلون، والله أعلم بالصواب.