التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٥٣
وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ
٥٤
فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ
٥٥
وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
٥٦
لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ
٥٧
وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
٥٨
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ
٥٩
إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٦٠
-التوبة

تفسير القرآن

{ قُلْ } يا محمد للمنافقين { أَنفِقُواْ } أموالكم { طَوْعاً } من قبل أنفسكم { أَوْ كَرْهاً } جبراً مخافة القتل { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ } ذلك { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } منافقين { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } في السر { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ } إلى الصلاة { إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ } متثاقلون { وَلاَ يُنفِقُونَ } شيئاً في سبيل الله { إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } ذلك { فَلاَ تُعْجِبْكَ } يا محمد { أَمْوَالُهُمْ } كثرة أموالهم { وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } كثرة أولادهم { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } تخرج أنفسهم في الحياة الدنيا { وَهُمْ كَافِرُونَ } مقدم ومؤخر { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } عبد الله بن أبي وأصحابه { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } معكم في السر والعلانية { وَمَا هُم مِّنكُمْ } معكم في السر والعلانية { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } يخافون من سيوفكم { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } حرزاً يلجؤون إليه { أَوْ مَغَارَاتٍ } في الجبل { أَوْ مُدَّخَلاً } سرباً في الأرض { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } لذهبوا إليه { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } يهرولون هرولة والجموح مشي بين مشيين { وَمِنْهُمْ } من المنافقين أبو الأحوص وأصحابه { مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } يطعن عليك في قسمة الصدقات يقولون لم يقسم بيننا بالسوية { فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا } من الصدقات حظاً وافراً { رَضُواْ } بالقسمة { وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا } من الصدقات حظاً وافراً { إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } بالقسمة { وَلَوْ أَنَّهُمْ } يعني المنافقين { رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ } بما أعطاهم الله من فضله { وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } ثقتنا بالله { سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } سيغنينا الله من فضله برزقه { وَرَسُولُهُ } بالعطية { إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } رغبتنا إلى الله لو قالوا هكذا لكان خيراً لهم ثم بيَّن لمن الصدقات فقال { إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ } لأصحاب الصفة { وَٱلْمَسَاكِينِ } للطوافين { وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا } لجابي الصدقات { وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ } بالعطية أبي سفيان وأصحابه نحو خمسة عشر رجلاً { وَفِي ٱلرِّقَابِ } المكاتبين { وَٱلْغَارِمِينَ } لأًصحاب الديون في طاعة الله { وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } وللمجاهدين في سبيل الله { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } الضيف النازل المار بالطريق { فَرِيضَةً } قسمة { مِّنَ ٱللَّهِ } لهؤلاء { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بهؤلاء { حَكِيمٌ } فيما حكم لهؤلاء.