التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٣٤
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
١٣٥
أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
١٣٦
-آل عمران

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

458- عبد الرزاق، قال: أنبأنا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن رجل من أهل الشام يقال له عبد الجليل، عن عَمٍّ له، عن أبي هُرَيْرة عن قوله تعالى: { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ }: [الآية: 134]، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وهُوَ يَقْدِرُ على إنْفاذِهِ، ملأه الله أمْناً وإيماناً" .
459- عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ }: [الآية: 134]، قال: "ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم شِدَّة رَجُل وَقُوَّته فقال: ألا أخبركم بأشدّ منه: رجل شتمه أخوه، فغلب نفسه وشيطانه وشيطان صاحبه، ثم قال: أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي فلان، كان إذا أصبح قال: اللهم قد تصدَّقت بعرضي على عبادك" .
460- عبد الرزاق، قال: أنبأنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني قال: سمعت الحسن قرأ هذه الآية: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ }: [الآية: 134] إلى { ٱلْمُحْسِنِينَ }: [الآية: 134]، ثم قرأ { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } - إلى - { أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }: [الآية: 135-136]، قال: إن هذين النعتين نعت رجلٍ واحد.
461- عبد الرزاق، قال: أخبرني الثَّوري عن منصور، عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما عفا رجلٌ عن مظلمة إلاّ زاده الله بها عِزاً" .
462- عبد الرزاق، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني قال: بلغني أن إبليس حين نَزَلَتْ هذه الآية: { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ }: [الآية: 135]، بكى عدو الله.
463- عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ }: [الآية: 135]، قال: إتيان الذنب عمداً إصراراً، حتى يتوب، وتلاها قتادة قال: قُدُماً قُدُماً في معاصي الله!! لا تنهاهم مخافة الله حتى جاءهم أمر الله.