التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٧
-آل عمران

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

375- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: { آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ }: [الآية: 7] قال: المحكم ما يعمل به. { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ }: [الآية: 7]، قال معمر: وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية: { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ }: [الآية: 7]، قال: إن لم تكن الحرورية أو السبية، فلا أدري من هم! ولعمري لقد كان في أصحاب بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرّضوان من المهاجرين و الأنصار خَبَرٌِ لمن استخبر، وعِبْرَةٌ لمن اعتبر، لمن كان يَعْقل أو يُبْصِر، إنَّ الخوارجَ خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ كثيرٌ بالمدينة وبالشام وبالعراق، وأزواجه يومئذٍ أحياء. والله إن خرج منهم ذَكَرٌ ولا أنثى حرورياً قط ولا رضوا الذي هم عليه، ولا مالأ وهم فيه، بل كانوا يُحَدِّثُونَ بعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم ونعتِه الذي نعتهم به، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم، ويعادونهم بألسنتهم وتشتد والله أيديهم عليهم إذا لقوهم، ولعمري لو كان أمر الخوارج هُدىً لا جتمع، ولكن كان ضلالاً فَتَفَرَّق، وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافاً كثيراً، فقد ألاصوا هذا الأمر منذ زمانٍ طويل. فهل أفلحوا فيه يوماً قطّ أو أنجحوا؟ يا سبحان الله؟ كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم؟ إنهم لو كانوا على حقّ أو هدًى، قد أظْهره الله وأفلجه ونصره، ولكنهم كانوا على باطلٍ فأكذبه الله تعالى وأدحضه، فهم كما رأيتهم كلما خرج منهم قرن أَدْحَضَ الله حُجَّتهم، وأَكْذَبَ أُحدُوثتهم، وأهراق دماءهم، وإن كتموه كان قَرْحاً في قلوبهم، وغَمّاً عليهم، وإن أَظْهَرُوا أهراق الله دماءهم، ذاكم والله دينٌ سُوءٍ فاجتنبوه، فوالله إن اليهودية لَبِدْعَ'، وإن النَّصْرَانِيّة لَبِدعة، وإن الحرورية لَبِدعة، وإن السَّبَئِيّةَ لَبِدعة، ما نزل بهن كتاب ولا سنَّهن نبي.
376- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة،
"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأها فقال: إذا رأيتم الذين يجادلون فيه، فهم الذين عَنَى الله، فاحذروهم" .
377- عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: كان ابن عباس يقرأها: (وما يعلم تأويله إلا الله) ويقول: { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }: [الآية: 7].