التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ
١٠٢
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
١٠٣
-الصافات

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

2530- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، في قوله: { إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ }: [الآية: 102]، قال: أخبرني القاسم بن محمد: أنه اجتمع أبو هريرة وكعب، فجعل أبو هريرة يحدث كعباً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل كعب يحدِّث أبا هريرة عن الكتب، فقال أبو هريرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لكل نبي دعوة مستجابة، وإني خبأت دعوتوي شفاعة لأُمتي يوم القيامة" فقال له كعب: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله وسلم؟ قال: نعم، قال كعب: فداه أبي وأمي أو فِدًى له أبي وأمي، أفلا أخبرك عن إبراهيم؟ إنه لمَّا رأى ذبح ابنه إسحاق، قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبداً، فخرج إبراهيم بأبنه ليذبحه، فذهب الشيطان، فدخل على سارة، فقال: أين ذهب إبراهيم بابنكِ؟ قالت: غدا به لبعض حاجته، فقال إنه لم يَغْدُ بِهِ لحاجةٍ، إِنَّما ذهب به ليذبحه! قالت: وَلِمَ يذبحه؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قال: فقد أحسن أن يُطِيح ربَّهُ فخرج الشيطان في أثرهما، فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لحاجته، قال: إنما يذهب بك ليذبحك! قال: لم يَذْبَحُني؟ قال: يزعمم أَنَّ ربه أمره بذلك، قال: والله لئن كانَ اللهُ أمرهُ بذلك ليفعلنَّ، قال: فتركه، ولحق إبراهيم فقال، أين غدوت بابنك؟ فقال لحاجة، قال: فإنك لم تغد به لحاجة، إنما غدوَت به لتذبحه! قال: وَلِمَ أذبحه؟ قال: تزعم أن ربك أمرك بذلك، قال: فوالله لئن كان الله أمرني بذلك، لأفعلن؛ قال: فتركه ويئس أن يطاع، قال: { فَلَمَّا أَسْلَمَا }:[الآية: 103]، قال مع مر، وقال قتادة: { فَلَمَّا أَسْلَمَا } أمر بينهما { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }: [الآية: 103].
2531- عبد الرزاق، قال: ابن جُرَيْج، في قوله: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }: [الآية: 103]، قالَ: وضع وجهه إلى الأرض قال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وَجهي، عَسَى أن ترحمني فلا تُجْهِز عليَّ، أو أن أجزع، (فأرتكض) فأمتنع منْكَ، ولكنِ اربط يديَّ إلى رقبتي، ثم ضع وجهي إلى الأرضِ، فأما أنت فلا تنظر في وجهي، وأما أنا إن جزعت لم أمتنع مِنكَ، قال، وقال مجاهد: هو إسماعيل، كان ذلك بمنى فِي مَنْحَر الناس، ربط يديه إلى رقبته، ووضع وجهه إلى الأرض، فأدخل الشفرة فإذا هي لا (تحزّ) فسَمِعَ النِّدَاء، فنظر فإذا هو بالكبش، فأخذه فذبحه، قال، وقال عبيد بن عمير: هو إسحاق وكان ذلك بالشام.
2542- حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا ابن جُرَيْج، وعن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، أنه سمع ابن المسيّب (يقال له) في قوله تعالى: { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }: [الآية: 103]، قال: هو إسحاق، فقال: معاذ الله، ولكنه إسماعيل فثوب بإسحاق على صبره حين صبر.