التفاسير

< >
عرض

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٢٢
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ
٢٣
-فصلت

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

2699- حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن بهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ }: [الآية: 22]، قال: إنكم تَدعونَ، فَيفْدمُ على أفْواهِكم بالفِدَامِ فأول شيء يبين عن أحدكم، فَخِذُهُ وكَفُّهُ.
2700- عبد الرزاق، عن معمر قال: تلا الحسن هذه الآية: { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ }: [الآية: 23]، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله: عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني ثم أفتن ينطق الحسن في هذا. فقال: ألا وإن أعمال الناس على قدر ظنهم بربهم، فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل، وأما الكافر والمنافق، فأساء بالله الظن وأساء العمل" . قال الله تعالى: { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ ... } حتى: { ٱلُخَاسِرِينَ }: [الآية: 22-23].
2701- حدثنا عبد الرزاق، عن الثّوري، عن الأعمش، عن (عمارة)، عن وهب بن ربيعة، عن عبد الله بن مسعود، قال: إني لمستتر بأستار الكعبة إذْ جاء ثلاثة نفر، ثقفي، وختناه قريشيان، كثير شحوم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، فتحدَّثوا بينهم بحديث. فقال أحدهم: أترى الله يسمع ما قلنا؟ فقال كله، قال: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأنزل الله: { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ } إلى { ٱلُخَاسِرِينَ }: [الآية: 22-23].
2702- حدثنا عبد الرزاق، قال: أبنأنا معمر، قال لي رجل: إنه يؤمر برجلٍ إلى النَّار، فيَلْتَفِتُ فَيَقُولُ: يا رب، مَا كَانَ هَذَا ظني بك! قال: وما كان ظنك بي؟ قال: كَانَ ظني بِكَ أن تغفر لي ولا تُعذّبني، قال: فإني عند ظَنِّكَ بي.