التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٧٣
-الأعراف

تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور

911- حدثنا عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن عبْد العَزِيزِ بنِ رَفيعٍ، عن أبي الطفيل قال قالت ثمودُ: يا صَالِحُ، ائْتِنَا بآيةٍ إن كنت من الصادقين، فقال لهم صَالحٌ: أخرجوا إلى هَضْبَةٍ من الأرضِ، فخرجوا، فإذا هي تَمَخَّضُ كما تَمَخَّضُ الحاملُ، ثم إنَّها انْفَرَجَتْ، فخرج من وسطها الناقةُ. فقال لهم صالِحٌ: { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الآية: 73]، { لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } : [الشعراء: 155]، فلمَّا ملُّوها عَقَرُوهَا. فقال لَهُمْ { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [هود: 65].
قال عبد العزيز: وحدَّثني رجلٌ آخر أنَّ صالحاً قال لهم: إنَّ آية [أن يأتيكم] العذاب: أن تصبحوا غداً حمراً، واليوم الثاني صفراً، واليوم الثالث سُوداً. قال: فَصَبَّحهُم العذابُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ تَحَنَّطُوا واسْتَعَدُّوا.
912- حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، قال: أخبرني مَنْ سَمِعَ الحسنَ يقول: لمَّا عَقَرَتْ ثَمُودُ الناقةَ، ذَهَبَ فَصِيلُهَا حَتَّى صَعِدَ تَلاً، فقال: يا رب: أين أمِّي؟ ثم رَغَا رَغْوةً، فَنَزَلَتِ الصَّيْحَةُ فَأهْمَدَتْهُمْ.
913- حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: أنَّ صَالحاً قال لهم حين عقروا الناقة: تمتعوا ثلاثة أيام بقية آجالكم، ثُمَّ قال لهم: إنَّ آية هلاككم أنت صبح وجوهكم غداً مصفرة، ثم تصبح اليوم الثاني محمرة ثم تصبح اليوم الثالث مسودة. فأصبحت كذلك فلمَّا كان اليوم الثالث، أيقنوا بالهلاك. فتكفنوا وتحنطوا ثم أخذتهم الصيحة فأهمدتهم.
914- حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، وقال قتادة: قال عاقر النّاقة لهم: لا أقتلها حتى ترضوا أجمعون، فجعلوا يدخُلُون عَلَى المرأةِ في خدرها. فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم. والصبي: حتى رضوا أجمعون فعقروها.
915- حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن عبد الله بن عثمان بن خَيْثَم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال:
"لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صَالِح، فكانت ترد من هذا الفج وتصدر مِنْ هذا الفج، فَعَتَوْا عن أمر ربِّهِم فعقروها وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً فعقروها فأخذتهم صيحة، أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رَجُلاً واحداً كَانَ في حرم الله، قيل يا رسول الله، من هو؟ قال: أبو رغال: فلما خرج من الحرم، أصابه ما أصَابَ قومه" .
916- حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، قال: وأخبرني إسماعيل بن أمية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبر أبي رُغَال، فقال: أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا قبر أبي رغال، قالوا: ومن هو أبو رغال؟ قال: رجل من ثمود كان فيحرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه من الهلكة فدفن هَا هُنَا، ودفن معه غصن من ذهب، قال: فنزل القوم فَابتدروه بأسيافهم فحثوا عنه فاستخرجوا الغصْن" .
917- حدثنا عبد الرزاق، قال معمر، وقال الزهري: أبو رغال: أبو ثقيف.
918- عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال:
"لمَّا مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر، قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين، أَنْ يُصِيبَكُمْ مثل ما أصَابَهُم ثم قنع رأسه، وأسرع السير حتى جاز الوادي" .
919- حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادةَ، في قوله تعالى: { إِلاَّ عَجُوزاً فِي ٱلْغَابِرِينَ } [الشعراء: 171]، قال: في الباقين في عذاب الله.