التفاسير

< >
عرض

إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٣
-يونس

محاسن التأويل

{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } قال البخاري في صحيحه في الرد على الجهمية:
قال أبو العالية: استوى إلى السماء: ارتفع، وقال مجاهد: استوى على العرش: علا، أي: بلا تمثيل ولا تكييف، والعرش: هو الجسم المحيط بجميع الكائنات، وهو أعظم المخلوقات و ( الأيام ) قيل: كهذه، وقيل: كل يوم كألف سنة.
{ يُدَبِّرُ الأَمْرَ } أي: يقضي ويقدر على حسب مقتضى الحكمة أمر الخلق كله، و: { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } تقرير لعظمته وعز جلاله، ورد على من زعم أن آلهتهم تشفع لهم عند الله: { ذَلِكُمُ اللّهُ } إشارة إلى المعلوم بتلك العظمة، أي: ذلك العظيم الموصوف بما وصف هو: { رَبُّكُمْ } أي: الذي رباكم لتعبدوه: { فَاعْبُدُوهُ } أي: وحِّدوه بالعبادة { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي: تتفكرون أدنى تفكر فينبهكم على أنه المستحق للربوبية والعبادة، لا ما تعبدونه.