{ قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } أي: إلى إضرارك بإضرارنا: { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ } أي: بطائفة من آخره، أي: ببقية سواد منه عند السحر، وهو وقت استغراقهم في النوم، فلا يمكنهم التعرض له ولا لأهله. وقرئ: { فَأَسْرِ } بالقطع والوصل.
{ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } أي: لا ينظر إلى ورائه، لئلا يلحقه أثر ما نزل عليهم: { إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ } أي: من العذاب، فإنها لما سمعت وجبة العذاب التفتت فهلكت.
قال في " الإكليل ": فيه أن المرأة والأولاد من الأهل.
{ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } أي: موعدهم بالهلاك الصبح، والجملة كالتعليل للأمر بالإسراء، أو جواب لاستعجال لوط واستبطائه العذاب، أو ذكرت ليتعجل في السير، فإن قرب الصبح داع إلى الإسراع في الإسراء، للتباعد عن موقع العذاب.