التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
-إبراهيم

محاسن التأويل

{ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ } أي: يؤثرونها عليها: { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } بتعويق الناس عن الإيمان: { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي: يصفونها بالانحراف عن الحق والصواب، أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة، أو يبغون لها اعوجاجاً، أي: يطلبون أن يروا فيها عوجاً قادحاً، على الحذف والإيصال: { أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي: ضلوا عن طريق الحق ووقفوا دونه بمراحل، والبعد في الحقيقة للضال نفسه، وصف به فعله للمبالغة بجعل الضلال نفسه ضالاً. وفي إيثار الظرف على ( أولئك ضالون ضلالاً بعيداً ) دلالة على تمكنهم فيه، باشتماله عليهم اشتمال المحيط على المحاط، مبالغة في إثبات وصف الضلال.