التفاسير

< >
عرض

وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ
٤٦
-إبراهيم

محاسن التأويل

{ وَقَدْ مَكَرُواْ } أي: بالنبي صلوات الله عليه: { مَكْرَهُمْ } أي: العظيم، أي: الذي استفرغوا فيه جهدهم لإبطال الحق وتقرير الباطل: { وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ } أي: جزاء مكرهم: { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } أي: في العظم والشدة: { لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ } أي: مُسَوَّى ومُعَداً لإزالة الجبال عن مقارِّها، لتناهي شدته.
وجوَّز في ( إن ) كونها نافية واللام مؤكدة له. والمعنى: ومحال أن تزول الجبال بمكرهم، على أن الجبال مَثَلٌ ( أي: استعارة تمثيلية ) لآيات الله وشرائعه؛ لأنها بمنزلة الجبال الراسية ثباتاً وتمكناً. وينصره قراءة ابن مسعود: ( وَمَا كانَ مَكرُهُم ) وقرئ ( لَتَزُولُ ) بلام الابتداء أي: هو من الشدة بحيث تزول منه الجبال وتنقلع من أماكنها.