التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً
١٠١
-الإسراء

محاسن التأويل

{ ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيناتٍ } واضحات الدلالة على صحة ما أرسله الله به. وقد مضى الكلام عليها في سورة الأعراف في قوله تعالى: { فأرسلنا عليهم الطوفان } الآية { فاسأل بني إسرائيل } أي: عنها: فإنهم يعلمونها، مما لديهم من التوراة. فيظهر للمشركين صدقك، ويزداد المؤمن بك طمأنينة قلب. لأن الأدلة إذا تظاهرت، كان ذلك أقوى وأثبت: { إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً } أي: فذهب إلى فرعون وأظهر آياته، ودعاه للإيمان به تعالى ولإرسال بني إسرائيل معه. فقال له فرعون ما قال. وقوله: { مسحوراً } بمعنى سحرت فخولط عقلك. أو بمعنى ساحر، على النسب. أو حقيقة، وهو يناسب قلب العصا ثعباناً. وعلى الأول هو كقوله: { { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنونٌ } [الشعراء: 27].