التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
١٣٩
-البقرة

محاسن التأويل

{ قُلْ } منكراً لمحاجتهم وموبِّخاً لهم عليها: { أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ } أي: أتناظروننا في توحيد الله والإخلاص له واتباع الهدى وترك الهوى: { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } المستحق لإخلاص العبودية له وحده لا شريك له، ونحن وأنتم في العبودية له سواء: { وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } أي: نحن برآء منكم ومما تعبدون، وأنتم برآء منا. كما قال في الآية الأخرى: { { وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس: 41]. وقال تعالى: { { فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ } [آل عِمْرَان: 20] الآية { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُون } في العبادة والتوجيه، لا نشرك به شيئاً، وأنتم تشركون به عزيراً والمسيح والأحبار والرهبان. ولمَّا بقي من مباهتاتهم ادعاؤهم أن أسلافهم كانوا على دينهم، أبطلها سبحانه بقوله:
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ ... }.