التفاسير

< >
عرض

فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٢٥١
-البقرة

محاسن التأويل

{ فَهَزَمُوهُم }، أي: هؤلاء القليلون، أولئك الكثيرون: { بِإِذْنِ اللّهِ } بنصره إذ شجع القليلين وجبَّن الكثيرين: { وَقَتَلَ دَاوُدُ } وكان في جيش طالوت: { جَالُوتَ }، الذي هو رأس الأقوياء: { وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ } أي: أعطى الله داود ملك بني إسرائيل: { وَالْحِكْمَةَ }، أي: الفهم والنبوة: { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء } من صنعة الدروع وغيرها: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ } من أهل الشر: { بِبَعْضٍ } من أهل الخير: { لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ }، أي: بغلبة الكفار وظهور الشرك والمعاصي، كما قال تعالى: { { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً } [الحج: 40] الآية.
{ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }، أي: منّ عليهم بالدفع. ولذلك قوّى سبحانه هؤلاء الضعفاء وأعطى بعضهم الملك والحكمة ومن سائر العلوم، ليدفع فساد الأقوياء بالسيف.