التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
٥٣
-البقرة

محاسن التأويل

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ } يعني الجامع بين كونه كتاباً منزلاً، وفرقاناً يفرق بين الحق والباطل ؛ يعني التوراة، كقولك: رأيت الغيث والليث تريد الرجل الجامع بين الجود والجراءة، ونحوه قوله تعالى: { { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ } [الأنبياء: 48] يعني الكتاب الجامع بين كونه فرقاناً وضياء وذكراً، أو التوراة والبرهان الفارق بين الكفر والإيمان من العصا واليد وغيرها من الآيات، أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام. وقيل: الفرقان انفراق البحر. وقيل: النصر الذي فرق بينه وبين عدوه، كقوله تعالى: { { يَوْمَ الْفُرْقَانِ } [الأنفال: 41] يريد به يوم بدر: { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: لكي تهتدوا بالعمل فيه من الضلال.