التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٦
-البقرة

محاسن التأويل

لما بين تعالى نعوت المؤمنين قبل، شرح أحوال مقابليهم وهم الكفرة المردة بأنهم: تناهوا في الغواية والضلال إلى حيث لا يجديهم الإنذار والتذكير، كما قال تعالى: { { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [يونس: 96 - 97]. وكقوله سبحانه في المعاندين الكتابيين: { { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } [البقرة: 145] الآية.
و: { سَوَاءٌ } اسم بمعنى: الاستواء، وصف به، كما يوصف بالمصادر، مبالغةً، ومنه قوله تعالى: { تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } بمعنى: مستوية.
والإنذار: الإعلام مع تخويف، والمراد هنا: التخويف من عذابه تعالى، وانتقامه، والاقتصار عليه لما أنهم ليسوا أهلاً للبشارة، ولأن الإنذار أوقع في القلوب، ومن لم يتأثر به فلأنْ لا يرفع للبشارة رأساً - أولى. وقوله: { لاَ يُؤْمِنُونَ } جملة مستقلة، مؤكدة لما قبلها، مبيّنة لما فيه من إجمال ما فيه الاستواء.