التفاسير

< >
عرض

وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
٤١
ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي
٤٢
-طه

محاسن التأويل

{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } تذكير لقوله تعالى: { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ } وتمهيد لإرساله عليه السلام إلى فرعون مؤيداً بأخيه والاصطناع افتعال من الصنع بمعنى الصنيعة. يقال: اصطنع الأمير فلاناً لنفسه، أي: جعله محلاًّ لإكرامه باختيار وتقريبه منه، بجعله من خواص نفسه وندمائه، فاستعير استعارة تمثيلية من ذلك المعنى المشبه به إلى المشبه. وهو جعله نبيّاً مكرماً كليماً منعماً عليه بجلائل النعم. قال أبو السعود: والعدول عن نون الواقعة في قوله تعالى: { وَفَتَنَّاكَ } ونظيريه السابقين، تمهيد لإفراد لفظ النفس اللائق بالمقام، فإنه أدخل في تحقيق معنى الاصطناع والاستخلاص. ثم بين ما هو المقصود بالاصطناع بقوله سبحانه: { اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي } أي: بمعجزاتي. كالعصا وبياض اليد وحل العقدة، مع ما استظهره على يده: { وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي } أي: لا تَفْتُرَا ولا تقصّرا في ذكري بما يليق بي من النعوت الجليلة، عند تبليغ رسالتي والدعاء إليّ.