{ فَسَقَى لَهُمَا } أي: فسقى غنمهما، لأجلهما من غير أجر: { ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ } أي: الذي كان هناك، من شدة الحر: { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } أي: محتاج. والخير أعم من المال أو القوة أو الطعام. وعلى الأخير حمله الأكثرون بمعونة المقام: { فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } أي: أخبره بجميع ما جرى عليه إلى خروجه لما تآمروا بقتله: { قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي: بالخروج عند حدّ ولايتهم، إذ لا سلطان لهم بأرضنا.