{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ } أي: الوادي الغربي الذي كوشف فيه موسى عن المناجاة: { إِذْ قَضَيْنَا } أي: قدرنا وأنهينا: { إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ } أي: أمر الإرسال والإنباء: { وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُوناً } أي: بين زمانك وزمان موسى: { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ } أي: أمد انقطاع الوحي، واندرست معالم الهدى، وعم الضلال والبغي والردى، فاقتضت رحمتنا إرسالك لنخرجهم من الظلمات إلى النور: { وَمَا كُنْتَ ثَاوِياً } أي: مقيماً: { فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } أي: لك، وموحين إليك تلك الآيات. أي: ما كان الإنباء بها إلا وحياً مصدره الرسالة: { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } أي: وقت ندائنا موسى: { وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ } أي: ولكن أرسلناك بالقرآن الناطق بما ذكر وبغيره، لرحمةٍ عظيمة كائنة منّا لك وللناس: { لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ } أي: من نذير في زمان الفترة بينك وبين عيسى: { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي: يتعظون بإنذارك.