{ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ } أي: عذابا عظيما من جهتها: { بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يعني قصتها العجيبة، أو آثارها الخربة: { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ } أي: توقعوه، وما سيقع فيه من فنون الأهوال: { وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } أي: بالبغي على أهلها، كنقص المكيال والميزان، وقطع الطريق على الناس، فإن عاقبة ذلك الدمار: { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ } أي: الصيحة التي هي منشأ الزلزلة الشديدة: { فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ } أي: بلدهم أو منازلهم: { جَاثِمِينَ } أي: هلكى ميتين: { وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ } أي: عقلاء متمكنين من النظر والافتكار بواسطة الرسل عليهم السلام، فإنهم أوضحوا السبل، فلم يكن لهم في ذلك عذر، ولكنهم لم يفعلوا، عناداً وكبراً.